ملخص خطبة بمناسبة عيد الفطر

التصنيف: خطب الأعياد
الإمام: سماحة المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان
المسجد:
التاريخ: الثلاثاء, 07 أيلول 2010

ملخص خطبة بمناسبة عيد الفطر

 سماحة المفتي العام السابق: الدكتور نوح علي سلمان

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.

أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته، وأستفتح بالذي هو خير.

أما بعد:

فأبارك لكم بعيد الفطر، وأدعو الله تعالى أن يتقبل صيامنا وعباداتنا، وأن يعيد علينا شهر رمضان والأمة الإسلامية بأفضل حال، وأن يجعل عيدنا سعيداً ومباركاً.

لقد ذهب الصيام وذهب الجوع والتعب، وبقي الأجر إن شاء الله، وهكذا حياة الإنسان في الدنيا؛ يذهب تعب العمل الصالح ويبقى أجره، وتذهب لذة العمل السيء ويبقى إثمه، ثم تكون الجنة للمحسنين، ويكون العذاب للمذنبين إلا إذا تاب الله عليهم بعد أن يتوبا، لكن الذين يعرفون حقائق الأشياء ولديهم نور الإيمان يتلذذون بطاعة الله في الدنيا وإن كانت شاقة، ثم تكون لهم المسرة في الآخرة، ويتألمون إذا وقعوا في المعصية كما يتألمون إذا وقعوا في المرض؛ ولذا يعملون على التخلص من الذنوب فيغفر الله لهم.

والأعياد عند الناس ترتبط بذكرى طيبة سارة، ونحن المسلمون فرحنا وسرورنا بطاعة الله، ولذا كان عيدنا بعد أداء واجب الصيام، وبعد أداء واجب الحج، وكل طاعة لله هي سبب للفرح والسرور.

إن العالم الإسلامي الآن يمر بظروف عصيبة، وهذا ما يجعل أفراحنا وسرورنا مختلطين بالألم والحسرة، وندعو الله تعالى أن ينصر الإسلام، وأن يرفع الألم والحزن عن جميع المسلمين، لكن يجب أن نعلم أن سبب آلام المسلمين تفرقهم والعداوات التي بينهم، ونحن أفراد لا نستطيع أن نجمع صفوف المسلمين، ويكفي أن نشعر بالأخوة تجاه كل مسلم، وندعو الله بصدق ليجمع صفوف المسلمين.

انتصار الإسلام والمسلمين حتمي؛ لأن الله وعد به، لكن الأيام الصعبة امتحان تظهر فيها قوة إيمان كل مؤمن، ونحن واثقون بوعد الله وبالنصر.. الرسول صلى الله عليه وسلم مرت به أيام حزينة وأيام سارة؛ فكان في المصائب يصبر ويعمل لإزاحة أسباب الألم، وفي السرور يشكر الله ليزيده من الخير، وهكذا يجب أن نكون.

إن رمضان كان امتحاناً للإيمان فاز به الصائمون وخسر به من لم يصم، وعلى الفائزين أن يتابعوا العمل الصالح ليستمر النجاح، وعلى الآخرين أن يعملوا عملاً صالحاً ليمحو ذنوبهم ويتداركوا تقصيرهم، فإن الله يغفر للتائبين.

أذكر إخواني بأن من السنة أن نصوم ستة أيام من شوال (ليس واجباً)، ولكن من صامها مع رمضان فكأنه صام كل العام، ولا يجب أن تكون متتابعة.

وفي الختام أكرر التهنئة لكم بالعيد السعيد، وأتمنى لكم ولأسركم وكل المسلمين السعادة والتوفيق.