ملخص خطبة جمعة بعنوان: (قواعد الإسلام المميزة للمسلم)
سماحة المفتي العام السابق الدكتور نوح علي سلمان - رحمه الله
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فأوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته.
الأعمال اليومية الخاصة والعامة، وما تبثه وسائل الإعلام، والثقافة التي تصل إلى الإنسان في بيته من مصادر مختلفة، هذه كلها تجعل الإنسان يضيع أحياناً فلا يعرف نفسه.
لا أقول: لا يعرف صورته في المرآة ولا بدنه وثيابه. لكن لا يعرف هويته الثقافية.. لا يعرف عقيدته التي تنفعه عند الله، وتميزه عن غير المسلمين.
إن بعض وسائل الإعلام تقدم الإسلام بصورة غير صحيحة، وتحاول إخفاء الفرق بين الإسلام وغيره، وتقدم مقارنات بين الإسلام وغيره، وكأنها تتحدث عن آثار تاريخية لا علاقة لها بالحاضر، وتجعل الإسلام مساوياً لغيره من الأديان والمذاهب.
وهنا يضيع المسلم إذا لم يعرف قواعد دينه ويتمسك بها.
ومن نعمة الله علينا أن ديننا واضح، وقواعده واضحة، ومن السهل أن يعرفها المسلم، وقد بينها الله تعالى في القرآن، وبينها الرسول صلى الله عليه وسلم في مناسبات عديدة، وبينها العلماء بأساليب متعددة:
خلاصة ديننا: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله). ومفتاح الجنة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله). ومن لم يكن لديه هذا المفتاح لا يدخل الجنة، لكن هذه الكلمة ليست باللسان فقط، بل يجب أن يكون لها أثر في السلوك.
(لا إله إلا الله) معناها: أن الذي يملك كل شيء هو الله، والذي يجب أن يطاع طاعة كاملة هو الله.. الخالق هو الله، وهو الذي يحيي، وهو الذي يميت، وهو على كل شيء قدير، لا يوجد مثله، ليس له زوجة، لي له ولد، ليس له والد، كل شيء محتاج إليه، وهو لا يحتاج إلى شيء، هذا هو الإيمان الصحيح بالله.
(محمد رسول الله) معناها: أن الله أمر محمداً صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل أن يبلغنا أوامره، وكلها نافعة لنا، ويبين لنا الممنوع علينا (الحرام)، وكله ضار لنا، محمد صلى الله عليه وسلم كان إنساناً كاملاً وسيرته نموذجية، وعلى الجميع أن يقتدي به.
قبل محمد صلى الله عليه وسلم كان أنبياء، لكن كانوا لشعوب خاصة، مع الأسف أصحاب الأغراض الشخصية غيروا في الكتب التي أنزلها الله على أولئك الأنبياء.
أما محمد صلى الله عليه وسلم فهو رسول الله لكل الناس، ودينه الإسلام لا يفرق بين شعب وشعب، والكتاب الذي نزل على محمد صلى الله عليه وسلم القرآن لم يتغير ولم يتبدل.
الأنبياء عليهم السلام كلهم إخوة، وكلهم بلغوا ما أمرهم الله بتبليغه، وموسى وعيسى عليهما السلام أخبروا شعوبهم بأن محمداً صلى الله عليه وسلم سوف يأتي بعدهم، وأمروهم باتباع محمد، لكن مع الأسف قليل منهم آمن بمحمد صلى الله عليه وسلم، والكثير لم يؤمنوا.
المسلمون يؤمنون بكل الأنبياء، ويحبونهم، ويعتقدون أن الله أنزل عليهم كتباً، لكن لا ندري ماذا فيها لأنها تغيرت.
وبكل أسف أصحاب الديانات الأخرى لا يؤمنون بمحمد، ولا بالقرآن؛ ولذلك خالفوا أنبياءهم ولم يعملوا بوصيتهم.. هم يقولون مجاملة لنا: (محمد إنسان نبيل). لكن لا يقولون: (نبي). لو اعتقدوا أنه نبي لعملوا بالقرآن واتبعوه.
الدين الإسلامي مستمر إلى يوم القيامة؛ ولهذا يجب علينا أن نعرف الآخرين بالإسلام بالكلام السهل الجميل الواضح، وكذلك أن نعامل الآخرين معاملة حسنة؛ ليعرفوا أن الإسلام دين حسن وجميل، هذا واجب علينا من أجل أن ننقذهم من نار جهنم؛ لأنهم إخوة لنا في الإنسانية، ولا نحب لهم أن يعذبوا في النار، ولا نحب أن يبقوا جاهلين بالحقيقة، وبعيدين عن نور الإسلام.
نحن نتعلم من الآخرين الكثير من العلوم والتكنولوجيا، ويجب أن نعلمهم الإسلام؛ ليكون العلم سبب سعادة للإنسان، وليس سبب دمار وعذاب.
أخيراً: يجب على المسلم أن يقرأ القرآن ليعرف نفسه، ويطيع ربه، ويعيش في نور الإسلام، ويدعو غيره لهذا النور.
وهذا واجبنا ليستمر نور الإسلام في الانتشار؛ حتى يسعد به كل الناس.. يجب أن نتعلم الإسلام ونعلمه للآخرين.