ملخص خطبة جمعة بعنوان: (وحدة المسلمين)
سماحة المفتي العام السابق: الدكتور نوح علي سلمان
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله، وأحثكم على طاعته...
- آلاف الحجاج هم الآن في مكة والمدينة والأرض المقدسة، وملايين المسلمين في كل العالم يشاركون الحجاج بعواطفهم في ذلك الاجتماع.
- المقصود الأول من الحج العبادة، وطلب المغفرة من الله؛ لأن الله يغفر للحاج ذنوبه، ونرجو الله أن يغفر لنا أيضاً، والحج ركن من أركان الإسلام.
- هذا الحج مظهر من مظاهر اتحاد المسلمين؛ فكل الحجاج يطوفون بالكعبة، ويقفون على عرفات.. إلخ، وهكذا كل العبادات تدل على أن الإسلام واحد، والذي يجمع المسلمين أكثر من الذي يفرقهم، والذي يحاول تفريق المسلمين يبتعد كثيراً عن روح الإسلام. صحيح أن هناك خطأ وصواباً في الأمور الثانوية، لكن كل من قال: "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فهو مسلم وحسابه على الله.
- الذي ينظر إلى وسائل الإعلام من تلفاز وغيره، ويرى المظاهر المخالفة للإسلام يقول: "ذهب الإسلام"! لكن الذي ينظر إلى الحجاج، والمصلين في المساجد والصائمين في رمضان يعرف أن الإسلام لا يزال قوياً جداً، وهو الذي حمل هذه الآلاف من الحجاج فتركوا ديارهم وجاؤوا من أماكن متباعدة ليجتمعوا في الديار المقدسة، كثير من وسائل الإعلام متحيزة تظهر المخالفات للإسلام، والحقيقة أن الإسلام قوي في نفوس المسلمين وقادر على تحريكهم، والذي ابتعد عن الإسلام أهلك نفسه فقط.
- اجتماع آلاف الحجاج لمدة شهر تقريباً لا تحدث فيه جرائم، ولا قتل، ولا سرقة، إلا أمور لا تذكر بالنسبة للعدد الكثير، لكن ماذا يحدث في اجتماع الناس لكرة القدم مثلاً؟! هذا من عظمة الإسلام الذي هو سبب الأمن والأمان، وكل نفس مسلمة هي نفس طاهرة لا يؤذي صاحبها الناس، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: "الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ" متفق عليه. فكيف لو عمل كل المسلمين بتعاليم الإسلام؟!
- المسلمون مقسمون إلى أكثر من (50) دولة، وهناك أقليات إسلامية في دول غير إسلامية، لكن كل المسلمين يشعرون بأن الحدود بينهم غير طبيعية وهي أضعف من أن تمزقهم؛ لأن الله جعلهم أمة واحدة، ولذلك يتجاوزون كل الحدود ويجتمعون للحج.
ولو اتسع المكان لجاءت أعداد أكثر للحج، لكن المكان لا يتسع فحددت الدول الإسلامية أعداد الحجاج.
- الاجتماعات السياسية والثقافية تكلف الدول المضيفة كثيراً، لكن الإسلام قادر على حشد الطاقات؛ ولذا يأتي كل حاج على نفقة نفسه.
صحيح أن الدولة المضيفة تبذل مشكورة الكثير لخدمة الحجاج، لكن كل حاج ينفق على نفسه بنفسه، وهكذا كان المسلمون يساهمون في الجهاد في سبيل الله، والإنفاق على ما فيه مصلحة عامة.
- الكعبة المشرفة بناها إبراهيم عليه السلام ومعه ولده إسماعيل عليه السلام، النبي محمد صلى الله عليه وسلم من أولاد إسماعيل بن إبراهيم، والإسلام هو الدين الصحيح الذي رضيه الله للناس كلهم، ومن الخطأ أن نبحث عن الحق في غير الإسلام، الإسلام دين كامل، دين صحيح، دين محفوظ من التلاعب؛ فلماذا نبحث عن غيره، والله تعالى قال: (مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَكِنْ كَانَ حَنِيفًا مُسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ) آل عمران/67؟!
وقال سبحانه: (وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) المائدة/3، ونحن رضينا بما رضي الله لنا، ومن أراد الحق فالحق في الإسلام فقط.
- نحن الذين لم نحج ندعو الله تعالى أن يرزقنا الحج ويشملنا بدعاء الحجاج، وعلينا أن نعمل أعمالاً صالحة أخرى نمحو بها ذنوبنا، مثل المحافظة على الصلاة، وصلاة الجمعة، والاستغفار، وقراءة القرآن، والصدقة.
- أذكر إخواني بصيام يوم عرفة؛ فإن ثوابه عظيم يكفر الله به الذنوب، كما أذكركم بالأضحية لمن استطاع.