فتاوى بحثية

اسم المفتي : لجنة الإفتاء ومراجعة سماحة المفتي العام الدكتور نوح علي سلمان
الموضوع : أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية ومن وافقهم
رقم الفتوى: 489
التاريخ : 02-02-2010
التصنيف: الفرق والأديان
نوع الفتوى: بحثية



السؤال:

هل أهل السنة في الأردن هم الأشاعرة؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

الأشاعرة والماتريدية هم أهل السنة والجماعة،أما الأشاعرة فينتسبون إلى أبي الحسن الأشعري (ت324هـ)، وأما الماتريدية فينتسبون إلى أبي منصور الماتريدي (333هـ)، وكلّ من هذين الإمامين إمام هدى، لم يأتِ في العقيدة بشيء مبتدع، وإنما قرر العقائد التي كان عليها الصحابة والسلف بالأدلة التفصيلية، ودفع عنها شبه أصحاب الزيغ والضلال، وهؤلاء العلماء هم أهل الاختصاص في العقيدة الإسلامية، ويوافقهم جمهور الأمة الإسلامية من الفقهاء والمحدثين والمفسرين وأهل العلم بالدين، وأما من لم يسمّ نفسه أشعرياً أو ماتريدياً فليس بالضرورة أن يكون خارجاً عن أهل السنة والجماعة، بل غاية الأمر أنه إن وافقهم فهو منهم، وإن خالفهم في الأصول الاعتقادية فهو مخالف للكتاب والسنة ومنهج سلف الأمة وجمهور الأمة الإسلامية على مرّ القرون، فلا عجب أن يكون خارجاً عن أهل السنة، والعبرة ليست بالتسمية ولكن العبرة بحقيقة الاعتقاد، ولذلك فإن من وافق الأشاعرة والماتريدية فهو من أهل السنة والجماعة.

والخلاف بين الأشاعرة والماتريدية محدود، فإما أن يكون لفظياً، وإما أن يكون في فروع العقائد التي تحتمل الخلاف ولم تدلّ عليها النصوص دلالة قاطعة، ومجمل العقيدة التي يقرّرها أهل السنة مستمدة من أصول الكتاب والسنة، وأما بعض التفاصيل الكلامية فهي مسائل اجتهادية، لأن أدلتها ليس بقاطعة لكونها إما غير متواترة اللفظ، أو لأنها محتملة لأكثر من فهم ممكن بحسب اللغة والشرع، ولا ينكر علماء الكلام فيها بعضهم على بعض، ولم يجرِ فيها بينهم تكفير ولا تبديع ولا تضليل ولا تفسيق.

والإمام أبو الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (324هـ) رحمه الله تعالى، سلمت الأمة له بالقبول والرضا في علم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى" (10 /207) أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري قال لبعض أصحابه: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكفر أحداً من أهل القبلة، لأنّ الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.

وقد ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري في زمن استفحل فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون ما زعموه نظراً وفكراً على نصوص الكتاب والسنة، مع أن أنظارهم وأفكارهم كانت مجانبة للصواب في أكثر مسائل العقيدة الإلهية، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على الأدلة العقلية، فوقعوا في التشبيه والتجسيم، وكان قد أنكر عليهم الحنابلة الآخرون كابن الجوزي وغيره، فبينما كان الأمر على هذا الالتباس اختطّ أبو الحسن الأشعري منهجاً يؤيد به عقيدة الكتاب والسنة، مبنياً على الأدلة اليقينية عقلية ونقلية، حتى قال بعض علماء مذهبه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما.

وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة. والله تعالى أعلم.



للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف السابق | التالي
رقم الفتوى السابق | التالي



التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا