الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأشاعرة هم جمهور أهل السنة والجماعة من المالكية والشافعية، وأما الحنفية فهم ماتريدية يتبعون أبا منصور الماتريدي (333هـ)، والخلاف بينهم وبين الأشاعرة محدود، وأما الحنابلة فبعضهم أشاعرة، وبعضهم عرفوا بـ " الحنابلة "، وأطلق عليهم فيما بعد اسم " السلفية ": وجميع هؤلاء هم أهل السنة. ويقابلهم المعتزلة والخوارج.
ومجمل العقيدة التي يقررها أهل السنة مستمدة من أصول الكتاب والسنة، وأما بعض التفاصيل الكلامية فهي مسائل اجتهادية الخلاف فيها سائغ، ولا ينكر علماء الكلام فيها بعضهم على بعض.
ونسبة الأشاعرة ترجع إلى الإمام أبي الحسن علي بن إسماعيل الأشعري (324هـ) رحمه الله، وهو الإمام الذي سلمت الأمة له بالقبول والرضا في علوم التوحيد، وأثنى على تقريراته العلماء، إذ كان صاحب سنة ومنهج معتدل، حتى روى الإمام البيهقي رحمه الله في "السنن الكبرى" (10/207) أنه لمَّا قَرُبَ حضور أجل أبي الحسن الأشعري قال لبعض أصحابه: اشهَدْ عليَّ أنِّي لا أكفر أحدا من أهل القبلة، لأن الكل يشيرون إلى معبود واحد، وإنما هذا كله اختلاف العبارات.
وقد ظهر الإمام أبو الحسن الأشعري في زمن استفحل فيه أمر المعتزلة والفلاسفة الذين يُقَدِّمُون معطياتِ عقولهم على نصوص الكتاب والسنة، وكان يقابلهم بعض الحنابلة الذين يُقَدِّمُون ظاهر النصوص على معطيات العقول، فاختط أبو الحسن الأشعري منهجا يجمع بين العقل والنقل، وقال تلاميذه: الشرع كالشمس، والعقل كالعين، ولا يكون الإبصار إلا بهما.
وقد ارتضى منهجه كبار علماء المسلمين من الحنفية والشافعية والمالكية وطائفة كبيرة من الحنابلة. والله أعلم.