استعرض مفتي عام المملكة سماحة الدكتور محمد الخلايلة تجربة الأردن ودائرة الإفتاء العام في التصدي للأفكار المتطرفة والمنحرفة، والنجاح الذي حققته المملكة في الانتصار على هذه الأفكار من خلال وضع قانون خاص ينظم أمور الفتوى في الأردن ضمن ضوابط واضحة ومحددة.
وأشار سماحته خلال ترؤسه ورشة عمل شارك فيها نخبة من كبار العلماء والمفتين في العالم الإسلامي ضمن المؤتمر العالمي الذي تعقده الأمانة العامة لدور الإفتاء في العالم والذي تشرف عليه دار الإفتاء في جمهورية مصر العربية تحت عنوان: "دور الفتوى في استقرار المجتمعات"، إلى أن الأردن قطع شوطاً كبيراً في التصدي للفكر المتطرف والمنحرف على صعيد تشريع القوانين وترسيخ ثقافة المحبة واحترام الرأي والرأي الآخر.
وخلصت الورشة إلى بيان أهم الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأفكار والفتاوى المتطرفة وأبرز الحلول المقترحة لمواجهتها.
وقدم سماحته ورقة عمل بعنوان: "فتاوى الجماعات المتطرفة تأريخاً وتأصيلاً" بين من خلالها الجذور التاريخية للفتاوى المتطرفة وتطورها عبر التاريخ الإسلامي، كما بين الأصول الفكرية التي يستند اليها أصحاب الفكر المتطرف وبين زيفها وردود العلماء عليها بالأدلة الشرعية المعتبرة.
وأشار سماحته إلى أن هناك العديد من أصحاب الفتاوى الشاذة يأخذون بظاهر النصوص الدينية فقط، دون النظر إلى المعاني الحقيقية لتلك المعاني، لافتاً إلى أن بعض الفتاوى الشاذة عطلت الأمة الإسلامية عن التقدم والتطوير والإبداع ورجعت بها إلى الخلف.
وطالب بضرورة العمل على تحصين المجتمعات من الذين يصدرون الفتاوى بغير علم، ونشر ثقافة التسامح في المجتمعات الإسلامية وتقديم خطاب ديني سمح للناس.
ويهدف المؤتمر العالمي إلى بيان أسباب ظهور الفتاوى الشاذة والمتطرفة وانعكاسها على استقرار المجتمعات وأمنها الاجتماعي وأساليب الحد من هذه الظاهرة ومعالجتها.