الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
لا يخفى على مسلم حرمة الخمر؛ فقد ثبت تحريمها بالقرآن والسنة والإجماع، وحرمتها معلومة من الدين بالضرورة، فلا يسع المسلم الجهل بتحريمها، خاصة من عاش في بلاد المسلمين، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} [المائدة:90-91]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ) رواه أبو داود، وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله سلم قال: (كُلُّ مُسْكِرٍ خَمْرٌ، وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ) رواه مسلم، وانعقد إجماع الأمة على تحريمها.
والسؤال عن حكم الخمر قد يتصور من شخص دخل الإسلام حديثاً فلا يعرف حكمها، أو ممن عاش خارج بلاد المسلمين، أما المسلم الذي يعيش في بلاد المسلمين فلا يعذر بجهله الأحكام المعلومة من الدين بالضرورة، ومنها حرمة الخمر، خاصة مع الانتشار الواسع لوسائل التواصل الحديثة والتي لم تترك لأحد عذرًا -اليوم- لادعاء الجهل.
وعليه؛ فالخمر محرمة، ثبت تحريمها بالكتاب والسنة والإجماع، وحرمتها معلومة من الدين بالضرورة، فلا يسع المسلم الذي نشأ في بلاد المسلمين الجهل بحكمها، ولا يعذر بذلك. والله تعالى أعلم.