الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
خص الله عز وجل المساجد الثلاثة والتي من جملتها المسجد الأقصى بمضاعفة أجر الصلاة فيها، وقد ورد في ذلك أحاديث منها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (فَضْلُ الصَّلَاةِ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ عَلَى غَيْرِهِ مِائَةُ أَلْفِ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِي أَلْفُ صَلَاةٍ، وَفِي مَسْجِدِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَمْسُمِائَةِ صَلَاةٍ) رواه البيهقي في [شعب الإيمان].
والمسجد الأقصى هو المنطقة المحاطة بالسور المستطيل الواقعة في جنوب شرق مدينة القدس والتي تعرف بالبلدة القديمة، وتبلغ مساحة المسجد قرابة الـ 144 دونماً، ويشمل قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى والمسمى الجامع القبلي، وعدة معالم أخرى يصل عددها إلى مئتي معلماً، وتعتبر الصخرة المشرفة هي أعلى نقطة في المسجد الأقصى وتقع في موقع القلب بالنسبة للمسجد الأقصى.
والمسجد الأقصى المبارك يعني جميع ما أحاط به سور المسجد الأقصى المبارك، ويشمل ذلك كل ساحاته وقباب المسجد الأقصى ومسجد الصخرة وجدرانه الداخلية والخارجية، بما فيها حائط البراق، ويشمل أيضا ما كان تحت أرض المسجد وما كان فوقها، وقد عرف القاضي مجير الدين الحنبلي رحمه الله المسجد الأقصى وحدد معالم المسجد الأقصى، حيث جاء في كتابه [الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل 2/ 272]: "إن المتعارف عند الناس أن الأقصى من جهة القبلة الجامع المبني في صدر المسجد الذي به المنبر والمحراب الكبير.. وحقيقة الحال أن الأقصى اسم لجميع المسجد مما دار عليه السور، وذكر قياسهما طولاً وعرضاً، فإن هذا البناء الموجود في صدر المسجد وغيره من قبة الصخرة والأروقة، وغيرهما تسمى بالمسجد الأقصى، وهو جميع ما دار عليه السور".
وهذا المسجد، هو المسمى بالمسجد الأقصى وهو الاسم الذي سماه به القرآن الكريم في قول الحق تبارك وتعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} الإسراء/1.
وعليه، فإن الصلاة في أي مكان من الأمكنة المحاطة بالسور بما في ذلك ساحات المسجد وتحت أشجاره تساوي في الأجر الصلاة داخل المسجد نفسه. والله تعالى أعلم.