فتاوى بحثية

الموضوع : حكم التلفظ بلفظ الجلالة "الله" مع حذف الهاء
رقم الفتوى: 4008
التاريخ : 29-09-2025
التصنيف: الإلهيات
نوع الفتوى: بحثية
المفتي : لجنة الإفتاء



السؤال:

ما حكم التلفظ بلفظ الجلالة "الله" مع حذف الهاء، فتصير "اللا"؟


الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

لفظ الجلالة "الله" هو علم على الذات العلية الواجبة الوجود المستحقة لجميع المحامد، ومن خصائصه كونه اسم الله الأعظم على الراجح من أقوال العلماء، قال الإمام الخطيب الشربيني الشافعي رحمه الله: "وعند المحققين أنه [أي لفظ الجلالة الله] اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلاثمائة وستين موضعاً" [الإقناع 1/ 6]، وقال الإمام ابن عابدين الحنفي رحمه الله: "وروى هشام عن محمد عن أبي حنيفة أنه [أي لفظ الجلالة] اسم الله الأعظم، وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء" [رد المحتار 1/ 7].

والأصل أن يلفظ اسم الجلالة "الله" كاملاً في العبادات، أي بجميع حروفه بما فيها حرف الهاء، فقد نصَّ فقهاء السادة الشافعية على اشتراط عدم حذف حرف من حروف تكبيرة الإحرام، ومنها لفظ الجلالة لكي تصح به الصلاة، قال الإمام المليباري الشافعي رحمه الله: "ويتعين فيه على القادر لفظ: الله أكبر للاتباع، أو الله الأكبر، ولا يكفي أكبر الله، ولا الله كبير أو أعظم، ولا الرحمن أكبر، ويضرّ إخلال بحرف من "الله أكبر"، وزيادة حرف يُغيِّر المعنى كمد همزة "الله"، وكألف بعد الباء، وزيادة واو قبل الجلالة، وتخلل واو ساكنة ومتحركة بين الكلمتين، وكذا زيادة مد الألف التي بين اللام والهاء إلى حد لا يراه أحد من القراء" [فتح المعين/ ص94].

ووافقهم بذلك فقهاء السادة الحنفية، قال الإمام الشرنبلالي الحنفي رحمه الله عند الكلام عن شروط صحة تكبيرة الإحرام: "أن لا يحذف الهاء من الجلالة" [مراقي الفلاح/ ص85]، وقال الإمام الطحطاوي الحنفي رحمه الله: "إذا حذف الحالف، أو الذابح، أو المكبر للصلاة الهاء من الجلالة؛ اختُلف في انعقاد يمينه، وحلِّ ذبيحته، وصحة تحريمته، فلا يترك ذلك احتياطاً" [حاشية الطحطاوي على مراقي الفلاح/ ص224].

ولا يعدُّ لفظ "اللا" دال على اسم من أسماء الله تعالى أو صفة من صفاته، قال الإمام الشبراملسي الشافعي رحمه الله: "وبقي أيضا ما لو حذف الهاء من لفظ الجلالة، وقال "اللا" هل هي يمين أو لا؟ فيه نظر، والأقرب الثاني؛ لأنها بدون الهاء ليست من أسمائه ولا صفاته" [حاشية الشبراملسي على نهاية المحتاج 8/ 178].

هذا؛ وإذا كان النطق بلفظ الجلالة مع حذف "الهاء" بقصد الاستهانة أو التحريف؛ فهو كفر؛ لما فيه من التجاوز على حرمة اسم الله تعالى، وأما إذا كان النطق دون قصد ذلك، كما إذا كان هذا النطق سائداً في لغة قبيلة أو بلاد، أو مما يجري على ألسنة العوام من غير قصد؛ فيخفف فيه، على أن يُنصح ويُعلَّم -من يصدر منه ذلك- النطق الصحيح للاسم.

وعليه؛ فلفظ "اللا" لا يُعدُّ اسماً من أسماء الله تبارك وتعالى، ولا صفة من صفاته، ولا بدَّ من التنبه حال أداء العبادات القولية؛ كتكبيرة الإحرام، والأذان، والتسمية عند الذبح، فالأمر فيه تشديد، فقد نصَّ بعض العلماء على عدم صحة العبادة مع حذف هاء لفظ الجلالة، ويُنصح العوام ويُعلَّمون النطق الصحيح للاسم. والله تعالى أعلم.




للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)

حسب التصنيف السابق | التالي
رقم الفتوى السابق



التعليقات


Captcha


تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا