الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
المهرجان: هو الاحتفال الذي يحضره جمهور غفير من الناس لحدث معين، والحكم عليه يكون تبعاً لما يعرض فيه؛ فإن كان ما يعرض فيه متوافقًا ومتسقًا مع أحكام الشريعة وروحها؛ جاز حضوره وإقامته؛ كالمهرجانات التي تنشر الثقافة والأدب، وتشتمل على الفنون الهادفة، وتدعو إلى الفضيلة ومكارم الأخلاق، وتنهض بالقيم، وتدافع عن المبادئ، وتتلمس حاجات الناس وهمومهم، وتقدم الحلول لها، ويشترط فيها أن تخلو من كشف العورات والاختلاط المحرم.
وأما إذا كانت المهرجانات تدعو إلى الرذائل والفواحش، وابتعدت عن المعايير التي تحفظ على المجتمع قيمه وسلمه، واشتملت على محظورات ككشف العورات والاختلاط المحرم؛ حرم إقامتها وارتيادها، يقول الله تبارك وتعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: 19].
وعليه؛ فحكم إقامة المهرجانات تبع لما يعرض فيها، وكيفية العرض، فإن كان ما يعرض فيها مباحًا، كان حكم إقامتها الإباحة، وإن كان ما يعرض فيها حرامًا، كان حكم إقامتها الحرمة. والله تعالى أعلم