الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الصائم يترك الطعام والشراب وجميع المفطرات امتثالاً لله تعالى، وقد أعدَّ الله تعالى له الأجر العظيم، جاء في الحديث قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: (يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: الصَّوْمُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَأَكْلَهُ وَشُرْبَهُ مِنْ أَجْلِي) رواه البخاري.
فلا حرج على الصائم في اشتهاء الطعام عند رؤيته ما دام ممسكاً عن تناول ما اشتهاه، ولا يؤثر ذلك على صومه إن لم يعزم على إفساده، حتى لو أحدث ذلك تردداً في نية قطع صومه فإنه لا يؤثر، يقول الإمام النووي رحمه الله تعالى: "ولو تردد الصائم في قطع نية الصوم والخروج منه أو علقه على دخول شخص ونحوه؛ فطريقان: أحدهما: على الوجهين -البطلان وعدمه- فيمن جزم بالخروج منه، والثاني: وهو المذهب وبه قطع الأكثرون لا تبطل وجهاً واحداً" [المجموع شرح المهذب 3/ 285].
ولذلك لمَّا عرضت الدنيا على النبي صلى الله عليه وسلم قال: (فَقُلْتُ: لَا يَا رَبِّ، وَلَكِنْ أَجُوعُ يَوْمًا وَأَشْبَعُ يَوْمًا، فَإِذَا شَبِعْتُ حَمِدْتُكَ وَشَكَرْتُكَ، وَإِذَا جُعْتُ تَضَرَّعْتُ إِلَيْكَ وَدَعَوْتُكَ) رواه الترمذي.
والدعايات التجارية إذا كانت تعرض الطعام والشراب على سبيل التسويق للبضائع المباحة فهي مشروعة، ويجوز عرض منتجاتها في رمضان وفي غيره إذا خلت من المحظورات الشرعية، ولنا في قول عمر رضي الله عنه أسوة حسنة، حيث قال: "اعْتَزِلْ مَا يُؤْذِيكَ" [شعب الإيمان 12/ 47]، ويقصد به الابتعاد عن كل ما يؤذي المرء في دينه أو في دنياه.
وعليه؛ إذا كان تصفح المواقع الإلكترونية يسبب للصائم فتوراً في الهمة عن الصيام بسبب ما يعرض عليها من دعايات الطعام والشراب، فيكره له النظر إليها، وعليه الابتعاد عنها للمحافظة على صيامه. والله تعالى أعلم.