صلاة التراويح لا تعطِّل الدراسة، وقد درس السلف الصالح وحصّلوا من العلم الشيء الكثير مما نعتز به اليوم، ومع ذلك كانوا يقومون الليل دائماً وليس في رمضان فقط، وقد بارك الله لهم في أوقاتهم وعلمهم بسبب ذلك.
ولهذا ننصح الآباء بتشجيع أبنائهم على حضور صلاة الجماعة وصلاة التراويح، كما ننصح الأبناء أن يتلطَّفوا بآبائهم ليأذنوا لهم بذلك؛ لأن طاعة الوالدين وبرَّهما مطلوبان شرعاً. فإذا كان وقت امتحان ونحوه فليكتفي الأبناء ببعض ركعات التراويح، وعلى أي حال عليهم أن يحرصوا على أوقاتهم ولا يضيعوها قبل الصلاة وبعدها في الحديث مع الزملاء، ونذكِّر الآباء أيضاً بقول الله تعالى: (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) طـه/132.
وفي نفس الوقت الآباء مؤتمنون على أبنائهم ومصالحهم، فإذا منعوهم من صلاة التراويح في المسجد فليصلِّها الأبناء في بيوتهم، وهكذا يجمعون بين برّ الوالدين وفضيلة قيام رمضان، ولا نستطيع أن نقول إن الآباء يأثمون بمنع أبنائهم من صلاة التراويح في المسجد لأن صلاة الجماعة تسقط ببعض الأعذار كالاشتغال بأمر مهمٍّ، فكيف بصلاة السنَّة، والحكمة في هذا الموضوع أولى بالآباء والأبناء.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/49)