الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة التراويح سنة، وقد اتفقت مذاهب أهل السنة على أنها عشرون ركعة، بل ذهب المالكية إلى أنها ست وثلاثون ركعة، وبناء على ذلك من صلى ثمان ركعات فقد أدى بعض هذه السنة، وله الثواب على ما صلى.
ومعلوم أن صلاة التراويح هي صلاة قيام الليل في رمضان، والتي قال عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ)، وقد نقل أئمة المذاهب السنية كيفيتها عن السلف الصالح إلى عهد الصحابة الكرام رضي الله عنهم، ففي سنن البيهقي عن السائب بن يزيد رضي الله عنه أنه قال: (كَانُوا يَقُومُونَ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعِشْرِينَ رَكْعَةً، قَالَ: وَكَانُوا يَقْرَءُونَ بِالْمَئِينِ).
وهذا ما عليه العمل في الحرمين الشريفين والمدن الإسلامية العريقة، فمن استطاع أن يأتي بها كاملة فقد أتى بالسنة كاملة، ومن لم يستطع فقد أتى ببعضها، وله أجر ما صلى، لكن ليس له أن يمنع ولا أن ينهى غيره عن إتمامها؛ لأن النهي إنما يكون عن فعل المنكر، والصلاة خير أعمال المؤمنين، قال صلى الله عليه وسلم: (الصَّلَاةُ خَيْرُ مَوْضُوعٍ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ أَنْ يَسْتَكْثِرَ فَلْيَسْتَكْثِرَ) رواه الطبراني، وقد قال الله تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى. عَبْدًا إِذَا صَلَّى} العلق/9-10. والله تعالى أعلم