الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
هذا الذكر الوارد يعرف باسم "حزب النووي" وهو من الأوراد التي اشتهر نسبها إليه، وقد أشار الإمام السخاوي إليه في كتابه [المنهل العذب الروي في ترجمة قطب الأولياء النووي/ ص9]، وتلقاه العلماء والأولياء من زمن الإمام النووي رحمه الله حتى يومنا هذا بالقبول، وكتبوا عليه شروحاً عديدة، ويرويه العلماء والمحدثون المعاصرون بالسند المتصل إلى الإمام النووي رحمه الله.
ويشتمل حزب الإمام النووي على أدعية وأذكار يرددها المسلم صباحاً ومساءً، وهو من المجربات التي تحفظ من السحر والعين والحسد والشيطان والهم والغم بإذن الله تعالى.
وأما بخصوص معنى قول الإمام النووي (وعلى أديانهم): أي طاعاتهم وعباداتهم وقرباتهم، فأديان جمع دين، ويطلق في اللغة لعدة معان منها: الجزاء، أو الطاعة، أو الحُكم، أو الحساب، قال العلامة ابن فارس: "فأما قوله جل ثناؤه: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك} [يوسف: 76]، فيقال: في طاعته، ويقال في حكمه، ومنه: {مالك يوم الدين} [الفاتحة: 4]، أي يوم الحكم، وقال قوم: الحساب والجزاء، وأي ذلك كان فهو أمر ينقاد له" [معجم مقاييس اللغة 2/ 320].
والضمير (هم) يرجع على الأهل والأولاد والأصحاب، والمعنى أسألك يا الله أن تحفظ طاعات أهلي وأولادي وأصحابي، وتحرسها لهم من وساوس ومكائد شياطين الإنس والجن، ومن الانجرار خلف الشبهات والشهوات المحرمة.
وعليه؛ فالحزب الوارد عن شيخ الإسلام الإمام النووي رحمه الله قد تلقاه العلماء بالسند، وبركته تظهر على من داوم عليه، فالمحافظة عليه محافظة على ذكر الله تعالى، وهو من أعظم القربات، والدين يطلق بعدة معان لغوية منها الطاعة، وهي المقصودة في قوله (أديانهم). والله تعالى أعلم.