إن الله تبارك وتعالى أمرنا بالصيام في رمضان ورخَّص للمريض أن يفطر ويقضي في أيام أخر، وهذا المريض الذي يحتاج إلى المغذِّي الطبِّي الذي يُدخل إلى الجسم من عروق الدم في ساعد اليد أو غيره يجوز له أن يتناول هذا العلاج أو غيره إذا خشي على نفسه ثم يقضي في أيام أخر.
ويتساءل بعض الناس هل تناوُل المغذِّي من الوريد يفطِّر؟
والجواب: أن هذا النوع من العلاج لم يكن على زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولا في زمن السلف فهو من المسائل الجديدة والتي يجب على العلماء أن يبحثوا عن حكمها، وإذا تأملنا في هذه المسألة نجد أن الذي يعطي للمريض في هذه الحالة هو غذاء حساً ومعنىً، فالناس يسمونه مغذيّاً كما جاء في السؤال، وكذلك الأطبَّاء يسمونه مغذيّاً، وهو في الحقيقة غذاء يغني عن الطعام والشراب لاحتوائه على السكر والأملاح وبعض العلاجات، ولهذا كان حكمه حكم الطعام والشراب، أي أنه مفطر قياساً على الطعام والشراب.
أما الدواء الذي يُحقن في العضلات أو الوريد بواسطة الإبر الطبية فلا يفطر لأنه لا يشبه الطعام أو الشراب ولا يغني عنهما والله أعلم.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/38)