الفتاوى


هذه الفتوى ننشرها باسم الفقيه الذي أفتى بها في كتبه القديمة لغرض إفادة الباحثين من هذا العمل الموسوعي، ولا تعبر بالضرورة عن ما تعتمده دائرة الإفتاء.

اسم المفتي : سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (المتوفى سنة 1432هـ)

الموضوع : لا تؤخذ شهادة من رأى الهلال إذا كان مقتضى الحساب أنه لم يولد

رقم الفتوى : 0

التاريخ : 23-07-2012

التصنيف : شروط الصوم

نوع الفتوى : من موسوعة الفقهاء السابقين

السؤال :

البلاد الإسلامية التي تشترك في المشارق والمغارب، لماذا تختلف في تحديد هلال رمضان وهلال شوّال، ولماذا لا يتمّ التنسيق بينهم؟


الجواب :

كلنا يحفظ قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فأتموا شعبان ثلاثين) رواه النسائي.

وهذا لا خلاف فيه، لكن إثبات الهلال يتوقّف على الثقة بالشاهد الذي يدّعي أنّه رأى الهلال، وقد حدث في بعض المرّات ما يدعو للشكِّ في صحّة شهادة الشاهد، ومن ذلك أن يشهد برؤية الهلال قبل أن يُولد الهلال فلكيّاً!

فمن المعروف أن دورة الهلال منتظمة بقدرة الله تعالى. قال الله تعالى: (وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) يـس/39، وقال تعالى: (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ) الرحمن/5، وقد عرف الإنسان بفضل الله تعالى كيف يحسب دورة القمر حساباً دقيقاً.

فعندما يأتي من يشهد بأنّه رأى الهلال -ومقتضى الحساب أن الهلال لم يُولد- يكون هذا داعياً للشكِّ في شهادته، كما لو جاء من يشهد بطلوع الشمس مع أنّ الشمس لم تطلع بمقتضى الحساب وبفارق كبير.

ولهذا قرَّر مجلس الفتوى في الأردن عدم قبول الشهادة برؤية الهلال إلا إذا كان الهلال قد وُلِِد بمقتضى الحساب، وهذه المسألة على أهميَّتها ليست مشكلة المسلمين الأولى، بل مشكلتهم عدم وجود قيادة موحِّدة لهم تجمع شملهم، وتحلُّ مشاكلهم بمقتضى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعندها تُحلّ هذه المشكلة وغيرها.

وإلى أن يكون ذلك يسع المسلم أن يعمل بفتوى المفتي في بلده سواء في الصيام أو الإفطار، وإن شكَّ قضى يوماً أو أكثر بعد انتهاء رمضان علمًا أنّ التنسيق بين جهات الفتوى في البلدان الإسلامية المتقاربة حاصل وإن لم يكن بالمستوى المطلوب.

"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الصوم/ فتوى رقم/50)





للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)


حسب التصنيف[ السابق ]
رقم الفتوى[ التالي ]

التعليقات

تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا


Captcha