الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
كل ما سوى الله تعالى مخلوق، سواء بقي على أصل خلقته التي خلقه الله تعالى عليها، أم قام الإنسان أو غيره من المخلوقات بإعمال الصنعة فيه، وتحويله عن أصل خلقته إلى هيئة أخرى، فمعنى كلمة "مخلوق" غير مقصور على أول ما وجد في هذا الكون، وليس مقصوراً على الأحياء من المخلوقات فقط، بل كل ما وُجد - بعد أن لم يكن موجوداً - فهو مخلوق، سواء صنعه الإنسان أم غيره، وسواء كان من الأحياء أو الجمادات.
وقد دلت الأدلة الشرعية العقلية والنقلية على هذه القاعدة، فإن كل مخلوق لا بدّ له من خالق موجد، ونصّ القرآن الكريم على ذلك: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [الصافات/95-96]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق كل صانع وصنعته) رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (رقم/102)، وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13 /507).
ولذا فلا مانع من وصف الأصنام بأنها مخلوقات؛ لأنها فعلاً كذلك، وكل ما سوى الله عز وجل فهو مخلوق. والله تعالى أعلم.