السؤال:
أعمل سكرتيرة في إحدى الجامعات، أرى ما هب ودب من أساليب البشر، فمثلاً يأتي موظف يشتم الإدارة في الكلية التي أعمل بها، وأنا إحدى موظفي هذه الإدارة، أنصح ذلك الزميل ولكن لا فائدة، يأتون وهم كلهم طاقة فقط للنم والشتم، وإحدى الموظفات تقول: رأيت الموظف الفلاني مع الموظفة الفلانية في موقف غير لائق، أولاً هي: تعتبر نميمة. وثانياً: قذف المحصنات. أنصح بدون فائدة وأحياناً أشعر نفسي أقع في النميمة من كثر ما يأتون إلي للحديث عن فلان وفلانة، حتى إنهم يشكلون شلل وجماعات، الشلة التي لا تعجب الشلة الأخرى ينبشون على مشكلة لهم ويلصقونها في ظهورهم، عندما أتحدث إلى عميد الكلية يأمرني أن أكتب تقريراً رسمياً بذلك وأحياناً يوبخهم بالهاتف، فهل عندما أخبر عميدي تعتبر نميمة أو إفساد؟ علماً بأنني أعمل في قطاع حكومي لا مجال للتغاضي وتطنيش مواقفهم، وعندما يوبخهم يغضبون مني ويقاطعوني، وأخاف أن أظلمهم بهذا ويدعون علي ويستجيب الله منهم.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
هذا الأمر يبتلى به بعض الموظفين في الدوائر الحكومية والخاصة، ولو أن كل إنسان أخلص العمل في مكان عمله لما اشتغلوا بمثل هذه الأمور، وقد قال الإمام الشافعي رحمه الله: " ونفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل ".
ثم إن المسلم مأمور أيضا بتغير المنكر، فقد قال لرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ، فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ، وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم.
ومن تغيير المنكر النصح بالمعروف والكلمة الطيبة، فإن لم ينفع ذلك فبالاستعانة بالمسؤولين، ولكن بالطريقة التي تصلح ولا تفسد.
واحرصي على أن لا تجلسي في مجالس الغيبة والنميمة، بل لا يجوز لك الجلوس فيها وإلا كنت شريكة في الإثم، ولكن اعتذري عن تلك المجالس بالنصيحة والكلمة الطيبة، ولك الأجر عند الله على هذه الاستقامة.
كما يجب عليك الالتزام في عملك بأحكام الشريعة المقتضية للبعد عن الاختلاط بالرجال، وعدم التواصل معهم إلا عند الحاجة الضيقة. والله أعلم.