الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
تُعدُّ الجمعيات الخيرية وكيلة عن أصحاب الكفارات والنذور في إيصالها إلى مستحقيها، فيجب على القائمين على هذه الجمعيات المبادرة إلى إيصال هذه الكفارات والنذور إلى مستحقيها، ولا يجوز تأخيرها دون عذر، وهي أمانة يجب أن تُصان بالحفظ والرعاية على الوجه الشرعي، وخصوصاً أن هناك بعض الكفارات تلزم على الفور، قال الإمام الشرواني الشافعي رحمه الله: "فَرْعٌ: هل يجب إخراج الكفارة على الفور؟ قال: في التتمة إن كان الحنث معصية فنعم، وإلا فلا" [تحفة المحتاج وحواشي الشرواني والعبادي 10/ 16]، ولأن الكفارات والنذور من حق الفقراء والمساكين كذلك، فتجب المبادرة إلى إيصال حقهم، قال الإمام الشربيني الشافعي رحمه الله: "لأن حاجة المستحقين إليها ناجزة إذا تمكّن من الأداء كسائر الواجبات؛ ولأن التكليف بدونه تكليف بما لا يطاق، فإن أخَّر أثم، وضمن إن تلف" [مغني المحتاج 2/ 129].
هذا؛ وإذا وقع الوكيل في تأخير إيصال شيء من الكفارات والنذور إلى مستحقيها من غير عذر؛ أثم ووجب عليه المسارعة إلى إيصالها إبراءً لذمته، مع التوبة والندم والاستغفار، وإذا تلفتْ؛ وجب على الوكيل ضمانها لتقصيره في الإخراج.
وعليه؛ فيحرم تأخير إيصال الكفارات والنذور إلى المستحقين بغير عذر شرعي، فإن أُخِرت؛ وقع الإثم ووجبت المبادرة إلى إيصالها فوراً، مع التوبة والندم والاستغفار، وإذا تلفت؛ وجب ضمانها. والله تعالى أعلم.