الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
معلوم بأنه يحرم إلقاء شيء من الطعام الصالح للأكل في القمامة؛ لأن الطعام نعمة من الله تعالى، وفي إلقائه إساءة لهذه النعمة من وجهين:
الوجه الأول: أن في ذلك احتقاراً للنعمة، وكفراً بها، والواجب على المسلم أن يكون شاكراً لله تعالى على نعمه وعطاياه.
الوجه الثاني: أن هذا التصرف فيه إتلاف للمال، وقد نهى عن ذلك النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: (إِنَّ اللَّهَ كَرِهَ لَكُمْ ثَلاثاً: قِيلَ وَقالَ، وَإضَاعَةَ المالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤالِ) متفق عليه.
هذا؛ وإن المحافظة على بواقي الطعام تعدّ من المسائل التي تتوافق مع روح الشريعة ومبادئها؛ لما تتضمنه من معنى شكر النعمة وصيانتها، يقول الله سبحانه وتعالى: {وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]، فهو من الأعمال التي يؤجر المسلم عليها، فإذا أضيف له نية إطعامه للفقراء والمحتاجين تضاعف الأجر عليه.
وعليه؛ فجمع بقايا الطعام والتصدق به على المحتاجين مع مراعاة الضوابط الصحية والكرامة الإنسانية؛ يعدُّ من أعمال الخير والبر التي لها الأجر العظيم؛ لما فيها من معنى شكر النعمة وصيانتها، ومعنى الصدقة على المحتاجين. والله تعالى أعلم.