الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الاعتكاف سنة للرجال والنساء، وقد كان أمهات المؤمنين رضي الله عنهن يعتكفن مع النبي صلى الله عليه وسلم في حياته، واعتكفن بعد وفاته صلى الله عليه وسلم.
روى البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللَّهُ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.(
والاعتكاف يحصل بلبث يسير في المسجد، ولا يشترط كونه ليلة كاملة، ولكن الأجر يتفاوت، كل اعتكاف بحسبه.
ويشترط أن يكون في المسجد، فلا يجوز كونه في البيت، والأفضل في حق المرأة البقاء في بيتها، والقيام بخدمة زوجها وأولادها، وهذا من أسباب الأجر عند الله تعالى.
جاء في "مغني المحتاج" (2/ 189): "وأركان الاعتكاف أربعة: مسجد، ولبث، ونية، ومعتكف. لقوله تعالى: (وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ) البقرة/ 187...، والأصح أنه يشترط في الاعتكاف لبث قدر يسمى عكوفاً، أي إقامة، بحيث يكون زمنها فوق زمن الطمأنينة في الركوع ونحوه". والله تعالى أعلم