السؤال:
أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، وأشعر بأن صلة الرحم بيني وبين أهل زوجي معدومة، حيث إنهم غير متدينين نوعاً ما، ويجارون مصالحهم فقط، وفي كل مناسبة خلال السنوات الثلاث أذهب إليهم لزيارتهم وهم لا يسألون عن أحوالنا حتى عن طريق الهاتف، وأصبحت أشعر بالذل والمهانة، وأصبر نفسي، وأصبر زوجي بأن هؤلاء أهلك، ولا يجب أن تقطعهم، وخصوصاً أمك وأبوك، هو يتحمل أمه وأباه كيف كانت الظروف، حاولت أن أكسب مودتهم إرضاء لله، ولكن دون جدوى، وأهلي لا يعلمون بالموضوع شيئاً، حيث صادفنا كثيرا من المناسبات الحزينة والمفرحة ولكن لم أجد منهم سؤالاً حتى بالهاتف، حيث إنهم أيضاً يخططون لأكل نصيبه من التركة لأنه عقيم، فضلاً عن التجريح الذي ألاقيه منهم، حيث أصبحوا يدَّعون أني أشتمهم، وأنا لم أتكلم بذلك، فضلاً عن أشياء أخرى لا أود طرحها، فبماذا تنصحونني بعد حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ( الرحم معلقة بعرش الرحمن....). والله لو كنت ابنتك لقلت لي لا تذهبي إليهم، ولكن أعلم أن الأمر يتعلق بصلة الرحم، والرسول صلى الله عليه وسلم ذهب إلى جاره الذي كان يلقي القمامة على باب بيته؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله:
نشكر لك أختنا السائلة ما يظهر في سؤالك من حرص على صلة الأرحام وإصلاح ذات البين، ونذكرك أن فضل ذلك عظيم عند الله عز وجل، وهو سبحانه إذا رأى منك ومن زوجك هذا الصدق فتح عليكم من أبواب فضله وبركته، ورفع قدركم بإذنه سبحانه في الدنيا والآخرة.
ونصيحتنا لكم أن تستمروا في محاولة الاتصال بأهل زوجك، والتحبب إليهم بكل ما تستطيعون، فإن يئست من ذلك فلا حرج عليك أنت أن تتوقفي عن زيارتهم، ولكن لا بد أن يبقي زوجك حبل المودة متصلًا بينه وبين أرحامه، بالقدر الذي يراه مناسبًا، ولا يجب عليك الذهاب معه إذا كانت مفسدة ذهابك معه تزيد على المصلحة، ونذكركما بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ وَلَكِنْ هُوَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا ) رواه البخاري (5991)، والله عز وجل يقول: ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ . وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ) فصلت/34-35. والله أعلم.