السؤال:
نذرت صيام شهر كامل متتابعاً إذا نجحت في التوجيهي، وصمت ثمانية عشر يوماً متتابعاً ولم أستطع أن أكمل لأنني أشعر بالتعب، هل يجوز أن أكمل باقي الأيام كلما استطعت، وهل يوجد كفارة لذلك؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
النذر التزام قربة غير واجبة بالشرع، فإذا انعقد لزم الوفاء به؛ لقوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) الحج/29، وقوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ) رواه البخاري.
ومن نذر صيام شهر متتابعاً وجب عليه الالتزام بصيامه متتابعاً، فإن أخلّ بيوم - بعذر أو بغير عذر - لزمه الاستئناف.
قال النووي رحمه الله: "إذا نذر صوم شهر نظر ... فلو شرط التتابع فوجهان ... أصحهما يلزمه حتى لو أفسد يوماً لزمه الاستئناف، وإذا فات لزمه قضاؤه متتابعا" انتهى من "المجموع" (8/ 480).
وقال الخطيب الشربيني: "وإن قيّد النذر بالتتابع لزمه، فلو أخلَّ به فحكمه حكم صوم الشهرين المتتابعين". الإقناع (1/ 390).
فيلزمك إعادة الصيام، وننصحك أن تتخيّر لذلك شهراً يسهل عليك صيامه. والله تعالى أعلم.