الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
النذر التزام قربة غير واجبة بالشرع، فإذا انعقد لزم الوفاء به؛ لقوله تعالى: (وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ) الحج/29، وقوله عليه الصلاة والسلام: (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلاَ يَعْصِهِ) رواه البخاري.
ومن نذر صيام شهر متتابعاً وجب عليه الالتزام بصيامه متتابعاً، فإن أخلّ بيوم - بعذر أو بغير عذر - لزمه الاستئناف.
قال النووي رحمه الله: "إذا نذر صوم شهر نظر ... فلو شرط التتابع فوجهان ... أصحهما يلزمه حتى لو أفسد يوماً لزمه الاستئناف، وإذا فات لزمه قضاؤه متتابعا" انتهى من "المجموع" (8/ 480).
وقال الخطيب الشربيني: "وإن قيّد النذر بالتتابع لزمه، فلو أخلَّ به فحكمه حكم صوم الشهرين المتتابعين". الإقناع (1/ 390).
فيلزمك إعادة الصيام، وننصحك أن تتخيّر لذلك شهراً يسهل عليك صيامه. والله تعالى أعلم.