الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الجهد المبذول في كتابة الأبحاث ينقسم إلى قسمين:
أوّلاً: جهد أصليّ مقصود لذاته، وهو صياغة المعلومات، واستخلاص النتائج، وترتيب الأفكار، ومناقشة القضايا العالقة، وهذا النوع من الجهد لا يجوز إعداده للطالب بغرض إيهام المشرفين على الرسالة بأنه من جهده الذهني، فالأبحاث إحدى وسائل التقييم، والهدف منها أن يبحث الطالب عن المعلومات من المصادر المعتمدة، ويعتاد على صياغة هذه المعلومات وترتيبها في البحث لاستخلاص النتائج، فكتابة البحث عنه على هذا الوجه يعود على الطالب بالعلامة التي لا يستحقها، ويساويه بمن تعب واجتهد وأبدع في بحثه من الطلاب، والنبيّ صلى الله عليه وسلم يقول: (الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَىْ زُورٍ) متفق عليه، إضافة إلى أنّ الطالب يقدم البحث على أنه جهده الشخصيّ، وهذا كذب وغشّ وتزوير، والكذب من كبائر الذنوب، يقول الله عزّ وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من حمل علينا السلاح فليس منا، ومن غشنا فليس منا) رواه مسلم.
ثانياً: جهد شكليّ يتمثل في الطباعة والتنسيق وإعداد الفهارس وجمع المصادر والتدقيق اللغوي، فهذا لا حرج في تقديم المساعدة للطالب في إنجازه، سواء كان بأجرة أم بغير أجرة.
وعليه؛ فإننا ننصح الدارسين ومن يخدمونهم في أعمالهم الدراسية بتقوى الله عزّ وجل، والابتعاد عن كلّ ما فيه كذب أو غشّ أو تزوير، وأن يحافظوا على الاجتهاد الشخصي في كتابة دراساتهم العلمية والبحثية. والله تعالى أعلم.