دائرة الإفتاء تحذر من التعرض للثوابت الدينية
إن دائرة الإفتاء العام إذ تؤكد على موقفها الثابت في مواجهة التطرف والإرهاب والعنف باسم الدين وتعرية أفكار المتطرفين ودحض شبهاتهم، انطلاقاً من العقيدة الإسلامية السمحة وأحكام الدين الإسلامي الحنيف الذي يرفض العنف والتطرف ويدعو إلى السماحة والاعتدال والوسطية، فإنها تحذر من محاولة استغلال الظروف التي تعانيها الأمة الإسلامية في مواجهة التطرف والعنف للطعن في الإسلام، ومهاجمة الرموز والمؤسسات الدينية وكليات الشريعة مما يؤدي إلى شحن النفوس وإثارة الفتن وإيجاد البيئة الصالحة للأفكار المتطرفة والممارسات العنيفة، بل إن هذا السلوك هو تطرف في الاتجاه الآخر لا يؤدي إلا إلى الفتن، والفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.
كما تؤكد دائرة الإفتاء العام أنها وجميع المؤسسات الدينية في هذا البلد المبارك كانت ولا زالت تشكل صمام الأمان في بلدنا الغالي، بما تمثله من مرجعية دينية معتدلة استطاعت أن تبرز صورة الإسلام الصحيح البعيد عن التطرف والعنف والإرهاب، مما شكل سداً منيعاً أمام محاولة الغالين للنيل من مبادئ الدين الإسلامي الحنيف وقيمه، كما شكلت دائرة الإفتاء بالإضافة إلى المؤسسات الدينية وكليات الشريعة في الأردن دعامة أساسية من دعائم المجتمع الذي بقي متماسكاً ولم ينجرف نحو الفوضى والأفكار المتطرفة والإرهابية.
وقد اختطت دائرة الإفتاء العام منهجاً منسجماً مع رسالة عمان رسالة الإسلام السمحة التي أطلقها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه والتي تدعو إلى الدفاع عن الإسلام وإبراز صورته المشرقة، والردّ على الشبهات التي يثيرها أعداء الإسلام بطريقة علميّة سليمة دون ضعف أو انفعال، وأن الأمل معقود على علماء أمتنا أن ينيروا بحقيقة الإسلام وقيمه العظيمة عقول أجيالنا الشابّة، زينة حاضرنا وعدّة مستقبلنا، بحيث تجنبهم مخاطر الانزلاق في مسالك الجهل والفساد والانغلاق والتبعيّة، وتنير دروبهم بالسماحة والاعتدال والوسطية والخير، وتبعدهم عن مهاوي التطرّف والتشنج المدمّرة للروح والجسد.
سائلين الله تعالى أن يجمع بين المسلمين وأن يؤلف بين قلوبهم وأن يحفظ بلدنا من الشرور والفتن، والحمد لله رب العالمين.