الفتاوى


هذه الفتوى ننشرها باسم الفقيه الذي أفتى بها في كتبه القديمة لغرض إفادة الباحثين من هذا العمل الموسوعي، ولا تعبر بالضرورة عن ما تعتمده دائرة الإفتاء.

اسم المفتي : سماحة الدكتور نوح علي سلمان رحمه الله (المتوفى سنة 1432هـ)

الموضوع : متحجبة لكنها لا تستطيع أن ترد على من يستهزئ ويعلق على الحجاب

رقم الفتوى : 0

التاريخ : 02-08-2012

التصنيف : اللباس والزينة والصور

نوع الفتوى : من موسوعة الفقهاء السابقين

السؤال :

ماذا تفعل المرأة المتديِّنة المؤمنة بوجوب الحجاب ولكن شخصيتها ضعيفة لا تستطيع أن تقاوم المجتمع الذي يستهزئ بالحجاب، ويعلِّق التعليقات اللَّاذعة على من تلبس الحجاب؟


الجواب :

يجب أن تكون أمامنا الحقائق التالية:
1. أنّ الناس يهابون من يخالفهم ويصرُّ على العمل بمُقتضى إيمانه، ولا يهابون من أطاعهم، ومطامعهم فيمن أطاعهم لا حدود لها، قال الله تعالى: (وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ) البقرة/120.
2. إن كل أمر بدايته صعبة؛ لأن صاحبه يتعرّض لفضول الفضوليين، وكما يستغربون حجاب من تتحجب ويتساءلون عنه، فهم كذلك يستغربون سفور من أسفرت بعد أن كانت محتجبة، وكل هذا من باب الفضول الذي لا يهتمُّ به العاقل.
3. نحن في الزمن الذي قال عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الدِّينَ بَدَأَ غَرِيبًا وَيَرْجِعُ غَرِيبًا، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ الَّذِينَ يُصْلِحُونَ مَا أَفْسَدَ النَّاسُ بَعْدِي مِنْ سُنَّتِي) رواه الترمذي.
4. وينبغي أن يحرص المسلم على الثبات على دينه في مثل هذه الظروف.
5. يجب مقابلة السفهاء والفسقة بالمثل، فإذا استهزؤوا بشعائر الإسلام نستهزئ بفسقهم وتبذُّلهم واستهتارهم، فنحن على الحقِّ وهم على الباطل والعاقبة لنا.
قال الله تعالى: (قَاْلَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ، فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن
يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ) هود/38-39.
بعد هذه المقدِّمات؛ على المرأة المسلمة أن تعتزَّ بشعار دينها مقتديةً بأمَّهات المؤمنين نساء النبي عليه الصلاة والسلام وبنساء الصحابة الكرام وبالصالحات من نساء زمانها، وأن تتعالى على فسق الفاسقات وتبذُّل المتبذِّلات، فإن ضعفَت مرة ووافقتهنَّ نهضت من كَبْوَتِها واستعانت بالله، وإن غُلبت مرَّة فلا ينبغي أن ترضى بالهزيمة الدائمة، قال صلى الله عليه وسلم: (وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ) رواه مسلم.
ومهما بلغ ضعف المرأة المسلمة فليس لها أن تكشف أكثر من الوجه والكفين مع عدم التزيُّن والتبرُّج، وأما الكمال فهو بالخمار الساتر، واللباس الفضفاض، والقلب الطاهر، والبصر الغضيض. والله المُستَعان.
"فتاوى الشيخ نوح علي سلمان" (فتاوى الحياة العامّة / فتوى رقم/57)





للاطلاع على منهج الفتوى في دار الإفتاء يرجى زيارة (هذه الصفحة)


حسب التصنيف[ السابق | التالي ]
رقم الفتوى[ التالي ]

التعليقات

تنبيه: هذه النافذة غير مخصصة للأسئلة الشرعية، وإنما للتعليق على الموضوع المنشور لتكون محل استفادة واهتمام إدارة الموقع إن شاء الله، وليست للنشر. وأما الأسئلة الشرعية فيسرنا استقبالها في قسم " أرسل سؤالك "، ولذلك نرجو المعذرة من الإخوة الزوار إذا لم يُجَب على أي سؤال شرعي يدخل من نافذة " التعليقات " وذلك لغرض تنظيم العمل. وشكرا


Captcha