السؤال:
ما هو رأي الشرع في حصول الموظف على إجازة مرضية بدون أن يكون مريضاً، وهل يأثم الموظف الذي يفعل هذا الأمر، وما حكم الراتب الذي يتقاضاه خلال الإجازة المرضية غير الصحيحة، وهل يأثم الطبيب الذي يقوم بإعطاء إجازة مرضية لموظف بدون وجه حق؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
أخذ الإجازة المرضية بغير وجه حق، وبغير مرض يستدعي ذلك: من الكذب المحرم شرعاً، والله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّار،ِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه.
وأما الطبيب الذي يقوم بإعطاء الموظف إجازة بغير وجه حق، ودون سبب مرضي يستدعي ذلك، فهو غاشٌّ للمسلمين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ غَشَّ فَلَيْسَ مِنِّى) رواه مسلم.
وعليه: لا يجوز للموظف أخذ إجازة مرضية دون أن يكون هناك عذرٌ شرعي يستوجب تلك الإجازة وإلاّ فهو آثم، وكذلك حال الطبيب الذي يقوم بمنح إجازة مرضية للموظف دون وجود حالة مرضية تستدعي ذلك؛ لما في ذلك من الكذب والغش للمؤسسة التي يعمل بها، وما يأخذه الموظف من راتب مقابل هذه الإجازة هو كسب غير مشروع، وننصح الجميع بتقوى الله عز وجل. والله تعالى أعلم.