السؤال:
أعاني من تحسس في الجيوب الأنفية، وأثناء الصلاة في المسجد يثار التحسس، فينتج عن ذلك احتقان وسيلان وعطاس، مما قد يؤدي إلى وقوع مشقة علي، ومؤاذاة للناس، فهل تجدون لي رخصة في الصلاة في البيت؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
صلاة الجماعة سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، يجوز للمصاب بالتحسس المؤدي إلى السيلان والعطاس أن يتخلف عنها، بشروط ثلاثة:
الأول: أن لا يجد علاجا ولا سبيلا للوقاية من ذلك.
الثاني: أن تكون إصابته بالسيلان والعطاس بقدر شديد يشق معه عليه أو على المصلين بجانبه احتماله.
الثالث: ألا تكون صلاة جمعة.
دليل ذلك القياس على عذر من أكل ثوما أو بصلا في التخلف عن صلاة الجماعة، وذلك خشية أن يتأذى المسلمون برائحته، فمن باب أولى عذر المصاب بالسيلان والعطاس الشديد، كي لا يتأذى المسلمون بعدواه.
فإن لم تتحقق هذه الشروط فالأصل في المسلم أن يحرص على صلاة الجماعة، ويعمر مساجد الله بذكر الله تعالى مع المسلمين.
يقول الخطيب الشربيني رحمه الله - في معرض تعداد أعذار ترك صلاة الجماعة -: "( وأكل ذي ريح كريه ) كبصل أو فجل أو ثوم أو كراث نيء؛ لخبر الصحيحين: (من أكل بصلا أو ثوما أو كراثا فلا يقربن مسجدنا, فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم)" انتهى. "مغني المحتاج" (1/476). ومن أراد من طلاب العلم التوسع في الجواب فليراجع هذا الموضع من كتاب "مغني المحتاج". والله أعلم.