السؤال:
أنا أم طالب بالثاني الابتدائي؛ وأنا أقوم بتدريس ابني، لاحظت بالدرس الذي يتعلق بسيدنا إبراهيم عليه السلام نصا يقول: بأن الأصنام مخلوقات لا تضر ولا تنفع. فهل يصح وصف الأصنام بأنها مخلوقات، أليست حجراً والحجر هو المخلوق، أليست من صنع الإنسان، فكيف نسمي ما صنعه الإنسان مخلوقا، هل نستطيع تسمية الكمبيوتر والثلاجة والبيت مخلوقات؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
كل ما سوى الله تعالى مخلوق, سواء بقي على أصل خلقته التي خلقه الله تعالى عليها، أم قام الإنسان أو غيره من المخلوقات بصنعه وتحويله عن أصل خلقته, فمعنى كلمة " مخلوق " غير مقصور على أول ما وجد في هذا الكون، بل كل ما وُجد - بعد أن لم يكن موجودا - فهو مخلوق، سواء صنعه الإنسان أم غيره، والمخلوق لا بد له من خالق.
وقد دلت الأدلة الشرعية على هذه القاعدة، وذلك في قوله عز وجل: (وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ) الصافات/95-96. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله خلق كل صانع وصنعته) رواه البخاري في "خلق أفعال العباد" (رقم/102)، وصححه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (13/507).
ولذا فلا مانع من وصف الأصنام بأنها مخلوقات؛ لأنها فعلاً كذلك, وكل ما سوى الله عز وجل فهو مخلوق. والله أعلم.