الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نظام الميراث قدَّره الشارع الحكيم في الكتاب والسنة، والمسلم إنما سُمّي (مسلماً)؛ لأنه يرضى بحكم الله تعالى ويُسلِّم به في الظاهر والباطن، كما قال تعالى: (فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا) النساء/65.
فلا يجوز لأخيك الغضب بسبب أخذك لحقك الشرعي في الميراث؛ لأن في ذلك عدم تسليم بحكم الله تعالى وقطيعة للرحم، وهما كبيرتان يُخشى على صاحبهما الهلاك في الدنيا والآخرة، أما قبول الأعمال فهذا من الغيب الموكول لله تعالى.
وبالمقابل عليك معاملته بالحسنى، وعدم مقابلة إساءته بالإساءة، قال الله عز وجل: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فصلت/34.
ولا يضيرك أنك أخذت حقك الشرعي في ميراث والدك. والله أعلم.