السؤال:
ما حكم العمل في شركة تداول تعمل بالمارجن والرافعة المالية، حيث إن طبيعة العمل المساعدة في المشاكل التقنية، مثل: فتح الحسابات وإغلاقها، وأحياناً في مجال الترجمة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حرَّم الإسلام أي عمل يعين على الحرام بشكل مباشر؛ قال الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]، وأما العمل الذي لا يعين على الحرام بشكل مباشر؛ فالأصل فيه الإباحة، قال الإمام النووي رحمه الله: "ما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اقترض من أبى الشحم اليهودي ثلاثين صاعاً من شعير لأهله بعد ما عاد من غزوة تبوك بالمدينة، ورهن عنده درعه فكانت قيمتها أربعمائة درهم، ففي هذا الخبر فوائد، منها: أنه يجوز معاملة من في ماله حلال وحرام إذا لم يعلم عين الحلال والحرام؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم عامل اليهودي، ومعلوم أن اليهود يستحلون ثمن الخمر ويربون" [المجموع شرح المهذب 13/ 178].
وشركات التداول في الفوركس يشتمل عملها على عدد من المحرمات الشرعية، فلا يجوز العمل فيها بما يعين على الحرام بشكل مباشر، مثل ترجمة مواقعها أو فتح حسابات العملاء، أو برمجة النظام الإلكتروني للتداول، وأما ما لا يتعلق بالحرام بشكل مباشر؛ فلا حرج فيه. والله تعالى أعلم.