الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الأصل في كتابة القرآن الكريم أن يكتب بحروف واضحة وبالرسم المعتمد؛ حتى لا يؤدي غير ذلك إلى الإخلال بالقراءة بالنسبة إلى القارئ، ولا حرج في كتابة يعض الآيات القرآنية -في غير المصحف- بشكل تتداخل فيه الحروف إذا أمكن قراءتها، ولم تؤدِ إلى تغيير في كتابة الآيات بغير الرسم العثماني، مع مراعاة أن يحفظ على القرآن الكريم تكريمه، وعدم امتهانه؛ لجواز أن تكتب آيات القرآن الكريم بالخط المخصص للزخرفة.
قال الإمام سليمان الجمل رحمه الله: "سئل الشهاب الرملي: هل تحرم كتابة القرآن العزيز بالقلم الهندي، أو غيره؟ فأجاب: بأنه لا يحرم؛ لأنها دالة على لفظه العزيز، وليس فيها تغيير له، بخلاف ترجمته بغير العربية؛ لأن فيها تغييراً، وعبارة الإتقان للسيوطي: هل يحرم كتابته بقلم غير العربي؟ قال الزركشي: لم أرَ فيه كلاماً لأحد من العلماء، ويحتمل الجواز؛ لأنه قد يحسنه من يقرؤه، والأقرب المنع انتهت، والمعتمد الأول، وعبارة ابن القاسم على المحلي: وتجوز كتابته لا قراءته بغير العربية، وللمكتوب حكم المصحف في الحمل والمس" [فتوحات الوهاب 1 /76].
وعليه؛ فلا حرج في كتابة الآيات القرآنية بالخط المزخرف إذا أمكن قراءته، ولم يؤد إلى تحريف أو امتهان. والله تعالى أعلم.