السؤال:

لو أنَّ رجلاً قال لزوجته: "اعتبري حالك طالق"، وكان يقصد الطلاق ووافقت الزوجة على الطلاق، وأيضاً لو قالت له: "طلقني"، فردَّ عليها قائلاً: "اعتبري حالك طالق"؛ تلبية لما طلبته، فهل يصحُّ أن نقول أنَّ الساكت لا يُنسب له كلامٌ، بالتالي نطبق عليها قرار محكمة الاستئناف الشرعيَّة رقم (60028) وهو أنَّ الطلاق غير واقع لعدم اعتبار هذا اللفظ من ألفاظ الطلاق، أم نوقع عليها طلقة، وخصوصاً أنَّ هذا اللفظ له احتمالات كثيرة، وربما يكون لهذا اللفظ قرارات كثيرة لدى المحاكم الشرعية، فما الحكم الشرعي في ذلك؟

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله 

بالرجوع إلى قرارات محكمة الاستئناف الشرعية، والبالغ عددها 54 قراراً، تبين منها أنها تعامل لفظة: (اعتبري حالك طالق)، على أنه ليس من الطلاق الصريح، ولا الكنائي وإن نوى به الزوج الطلاق.

واستندت المحكمة في ذلك إلى ما جاء في كتاب [البحر الرائق شرح كنز الدقائق 8/ 549] من كتب السادة الحنفية: "ولو قال الزوج: (داده أنكار وكرده أنكار) لا يقع الطلاق وإن نوى الوقوع؛... لأن معنى قوله داده أنكار افرضي أنه وقع أو احسبي؛ فلا يقع به شيء، وأنكار... معناه افرض وقدري".

وما جاء في كتاب [بهجة المشتاق لأحكام الطلاق ص/22]: "لو قيل لرجل: أطلقت امرأتك؟ فقال له: عدها مطلقة، أو احسبها مطلقة، لا تطلق".

وعليه؛ فيكون قول الزوج لزوجته: اعتبري حالك طالق، أو افرضي، أو احسبي، وما أفاد معنى التقدير والاعتبار؛ لا يقع به طلاق وإن نوى به الزوج الطلاق، ولا يكون لرد الزوجة بأنها اعتبرت نفسها مطلقة أو فرضها أنها مطلقة أي اعتبار؛ فاللفظ ليس من ألفاظ الطلاق الصريحة ولا الكنائية. والله تعالى أعلم.