الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الهامستر حيوان صغير من فصيلة القوارض، وتكثر تربيته في دول أوروبا وأمريكا الشمالية، ويعد من فصيلة الفئران، ويتميز عنها بخديه الواسعين وقدرته على تخزين الطعام فيهما، كما أنه غالباً ما يعيش في البراري والحقول بعيداً عن القاذورات.
ولم يرد في حكم أكله شيء عند الفقهاء السابقين؛ لأن اكتشافه كان متأخراً في القرن التاسع عشر الميلادي.
وبما أن الهامستر من عائلة الفئران؛ فحكم أكله يأخذ حكم أكل الفأر، وأكل الفأر حرام، قال الإمام جلال الدين المحلي رحمه الله: "(ويحرم ما ندب قتله كحية وعقرب وغراب أبقع وحدأة)، بكسر الحاء وبالهمز (وفأرة، وكل سبُع ضار) أي عاد، فلحرمته سببان: النهي عن أكله، والأمر بقتله، روى الشيخان حديث (خمس يقتلن الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور)" [شرح المحلي على المنهاج/ ص569].
ويحرم أكل الفأر بكل أنواعه، قال شيخ الإسلام الإمام ابن حجر العسقلاني رحمه الله: "والفأر أنواع منها الجرذ ...وفأرة الإبل، وفأرة المسك، وفأرة الغيط، وحكمها في تحريم الأكل وجواز القتل سواء" [فتح الباري 4/ 39]، وقال الإمام الدميري الشافعي رحمه الله تعالى: "يحرم أكل جميع أنواع الفأر، إلا اليربوع" [حياة الحيوان 4/ 243].
واليربوع نوع من الفأر، قصير اليدين، طويل الرجلين، مستثنى من التحريم، وهو حلال على الأصح، ودليل ذلك ما ذكره قاضي القضاة الإمام الماوردي رحمه الله: "وقد حكم فيه عمر رضي الله عنه على المحرم بجفرة -وهي الأنثى من ولد الضأن-، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الفأرة ولم يأمر بقتل اليربوع" [الحاوي الكبير 15/ 139]، وزاد الإمام الشيرازي رحمه الله: "ويحل اليربوع لقوله عز وجل: {وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ}، واليربوع من الطيبات تصطاده العرب وتأكله، وأوجب فيه عمر رضي الله عنه على المحرم إذا أصابه جفرة، فدلَّ على أنه صيد" [المهذب 1/ 450].
وعليه؛ يحرم أكل الهامستر؛ لأنه من عائلة الفئران التي يحرم أكلها. والله تعالى أعلم.