الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حثّ الإسلام المسلمين على ممارسة الرياضة، وبخاصة تلك الأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة من خلال ممارسة التمارين التي تقوي البدن، وحرم كل ما من شأنه الإضرار بالجسد كالضرب على الوجه والرأس، والتي تبين خطرها والمآلات الخطرة التي تعقب التعرض لها من حدوث ارتجاج في الدماغ أو الوفاة نتيجة هذا الضرب.
فقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم الضرب على الوجه فقال: (إِذَا قَاتَلَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبِ الوَجْهَ) رواه البخاري، قال بدر الدين العيني رحمه الله في تعليل ذلك نقلاً عن الإمام النووي رحمه الله: "إنما نهى عن ضرب الوجه؛ لأنه لطيف يجمع المحاسن، وأكثر ما يقع الإدراك بأعضائه، فيخشى من ضربه أن يبطل أو يتشوه كلها أو بعضها، والشَين فيه فاحش لبروزه وظهوره، بل لا يسلم إذا ضرب غالباً من شين" [عمدة القاري شرح صحيح البخاري 13/ 116].
وعليه؛ فإن من قواعد الشرع أن ما ثبت ضرره ثبتت حرمته، والضرب على الوجه والرأس من جملة ذلك، فثبتت حرمتها شرعاً إن ترتب عليه ضرر أو أذى يلحق بالمضروب، إلا إذا تم أخذ الإجراءات اللازمة لمنع الأذى عن اللاعبين كارتداء الخوذة والملابس الواقية من الضربات التي تلحق الضرر بأي عضو من أعضاء الجسم وما شابه من احتياطات، فحينها لا حرج في ممارسة هذه الرياضات. والله تعالى أعلم.