الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
السنة اتخاذ المنابر للخطب الدينية كالجمعة والعيدين ونحوها في المساجد، ويسنّ أن يكون المنبر على يمين المحراب، لفعل النبيّ صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين من بعده، قال ابن حجر الهيتمي رحمه الله: "وتسن الخطبة على منبر، ولو في مكة، خلافاً لمن قال يخطب على باب الكعبة، وذلك للاتباع...، ويسن وضعه [المنبر] على يمين المحراب أي المصلى فيه" [تحفة المحتاج 2/ 459].
وقال العيني رحمه الله في [عمدة القاري شرح صحيح البخاري 6/ 216]: "ويستحب أن يكون المنبر على يمين المحراب مستقبل القبلة، فإن لم يكن منبر فموضع عال".
وجاء في [البيان والتحصيل 1/ 341]: "قال محمد بن رشد: المنبر يكون على يمين المحراب، فالجهة التي تليه منه هي يمينه، والجهة الأخرى هي يساره".
وجاء في [كشاف القناع 2 /35]: "ويسنّ أن يخطب على منبر؛ لما روى سهل بن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم (أرسل إلى امرأة من الأنصار: أن مري غلامك النجار يعمل أعواداً أجلس عليها إذا كلمت الناس) متفق عليه...، ويكون المنبر أو الموضع العالي عن يمين مستقبل القبلة بالمحراب؛ لأن منبره صلى الله عليه وسلم كذا كان".
وعليه؛ فنوصي الجهة المشرفة على بناء المسجد بمراعاة جعل المنبر على يمين المحراب، والاجتهاد في ذلك قدر الإمكان، ولكن إن تعذر ذلك، واقتضت طبيعة البناء أن يكون المنبر عن يسار المحراب، فلا حرج في ذلك للحاجة، والخطبة صحيحة. والله تعالى أعلم.