الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
شراء البطيخ بشرط رؤية جزء من داخلها، أو بشرط صلاحها وهو ما يسمى عند الناس "بالشراء على السكين"، جائز شرعاً؛ لأن البطيخ من الثمار التي يكون مأكوله في جوفه، ويجوز للمشتري أن يرجع على البائع إذا وجد البطيخة معيبة أو فاسدة أو غير ناضجة، وقد تعارف الناس على هذا النوع من الشراء، فيشترط المشتري على البائع إرجاع البطيخة إذا بانت غير ناضجة أو لم تكن بالصفة التي ذكرها البائع.
جاء في [حاشية على نهاية المحتاج 4/ 39]: "المراد أن ما لا يعاين إذا شرط البراءة منه يبرأ، ودخل فيه ما لو باعه بطيخة، وقال للمشتري: إنها قرعة فوجدها كذلك، فلا رد له؛ لأن في ذكره إعلاماً به، فيبرأ منه".
وجاء في [المجموع في تكملة الإمام السبكي 12/ 275]: "ما لا يوقف على عيبه إلا بكسره مما مأكوله في جوفه أو غيره كالبطيخ والرانج والرمان... فكسره فوجده فاسداً لا قيمة له كالبيض المذر الذي لا يصلح لشيء والبطيخ الشديد التغير... فقد نص الشافعي رحمه الله والأصحاب أنه يرجع بجميع الثمن".
والخلاصة أنه لا حرج في شراء البطيخ "على السكين" كما يطلقه الناس، فإن ظهرت البطيخة فاسدة أو معيبة يجب على البائع استبدالها بغيرها. والله تعالى أعلم.