الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
يقوم منهج الإسلام على التوازن في الأمور، وإعطاء كل ذي حقّ حقه، سواء كان حيواناً أو إنساناً، وإن المنهج الإسلامي الأصيل يقوم على قواعد عامة تحقق ذلك التوازن، ومنها قاعدة رفع الضرر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ) رواه ابن ماجه.
ورعاية القطط أمرٌ حسن في أصله، لكن يجب أنْ لا يسبب إضراراً بالآخرين، أما إذا سبب ضرراً فإنه يحرم إيذاء الناس بروائح القطط وما يلقى إليها من فضلات الأطعمة، لا سيما أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أوصى بالجار، وحثّ على حسن معاملته والتودّد له، فقد ورد عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مَا زَالَ يُوصِينِي جِبْرِيلُ بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ) رواه البخاري، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائقهُ) رواه البخاري.
وعليه؛ فإنّ تربية القطط بهذه الكثرة بحيث تؤذي الجيران وتسبب لهم حرجاً في المعيشة أمر محرم شرعاً، لما فيه من ضرر على الجيران، والتصرفات الشخصية ينبغي أن تنضبط بالقواعد الفقهية التي تقرر عدم الإضرار بالآخرين، مع مراعاة التعليمات الناظمة لها في الدولة. والله تعالى أعلم.