الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حرم الإسلام الكذب والتدليس في المعاملات؛ قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ} المؤمنون/8، وقال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا) رواه مسلم، فقيام المضاربين في البورصات ببث إشاعات كاذبة بهدف رفع أسعار الأسهم يعتبر من النجش المنهي عنه، والنجش هو أن يزيد الرجل في ثمن سلعة وهو لا يريد الشراء ليزيد غيره بزيادته، فيخدع الآخرين ويدلس عليهم، وهذا يتعارض مع الأخلاق الإسلامية.
فإذا كان مستثمر الأسهم يتتبع الأخبار السياسية والاقتصادية، ويعرف اتجاهات حركات المضاربين، ولا يقوم ببث الإشاعات، فلا حرج حينئذ في تداول الأسهم بشرط أن يلتزم بالضوابط الشرعية لتداول الأسهم؛ لأن المسلم مأمور أن يكون كيِّساً فطناً.
وأما إذا كان هذا المستثمر جزءاً من منظومة المجموعة الاقتصادية التي تبث الإشاعات، أو يساهم في رفع سعر الأسهم؛ ليغري به غيره، فيحرم عليه الاستفادة من هذا الاستثمار، وإن لم يقم ببث الإشاعات بنفسه. والله تعالى أعلم.