الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
طباعة المصاحف لوقفها، فيها من الأجر ما لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى، فيستحب للمسلم أن يطبع المصحف وأن يوقفه على نفسه وكذلك على غيره كوالديه؛ لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: (سَبْعٌ يَجْرِي لِلْعَبْدِ أَجْرُهُنَّ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهِ، وهُو فِي قَبْرِهِ: مَنْ عَلَّمَ عِلْمًا، أَوْ كَرَى نَهْرًا، أَوْ حَفَرَ بِئْرًا، أَوْ غَرَسَ نَخْلا، أَوْ بَنَى مَسْجِدًا، أَوْ وَرَّثَ مُصْحَفًا، أَوْ تَرَكَ وَلَدًا يَسْتَغْفِرُ لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ) رواه البيهقي وحسنه بعض العلماء.
والدعاء مطلوب للأموات والأحياء على السواء، لكنه للميت آكد، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه الدعاء للأموات، فكان عليه الصلاة والسلام يقول لأصحابه عند الدفن: (اسْتَغْفِرُوا لِصَاحِبِكُمْ وَسَلُوا اللَّهَ لَهُ التَّثْبِيتَ فَإِنَّهَ الآنَ يُسْأَلُ) رواه البيهقي في "إثبات عذاب القبر"، وقال الله عز وجل: {وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} الحشر/10.
وعليه، فلا حرج في طباعة المصاحف وطلب الدعاء للميت عليها، كذلك لا يوجد مانع شرعي من كتابة اسم الميت، والأولى عدم ذلك والاكتفاء بطلب الدعاء له، وهذا أبعد عن السمعة والرياء، قال الله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} البقرة/271. والله تعالى أعلم.