الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الصحابة هم أفضل الناس بعد الأنبياء، وجميعهم عدول، ولا يجوز الطعن فيهم ولا الانتقاص منهم، فهم خيرة الخيرة، قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} التوبة/100، وكلمة رضي الله عن فلان، أو غفر الله له أو رحمه الله من باب الدعاء، وهي من الكلم الطيب الذي يدخل في العمل الصالح، وذكر موتى المسلمين بخير أمر محبوب، والصحابة خير أمة أخرجت للناس وأفضل الخلق بعد الأنبياء، وهم أحق الناس بهذا الدعاء.
ويستحب الترضّي على الصحابة جملة دون استثناء أحد منهم، قال النووي رحمه الله: "يستحب الترضي والترحم على الصحابة والتابعين فمن بعدهم من العلماء والعباد وسائر الأخيار، فيقال: رضي الله عنه، أو رحمة الله عليه، أو رحمه الله ونحو ذلك" [المجموع 6/ 172]، وأما من ذكر عنده صحابيّ معين فلم يترض عنه دون قصد الانتقاص منه أو الإقلال من شأنه، فلا إثم عليه في ذلك.
وأمّا ذكر الصحابيّ مجرّداً عن الترضّي فليس من كمال الأدب وهو غير مستحب، ومقتضى كمال الأدب أن لا يذكر اسم الصحابي دون ترضٍ عليه، حتى لو لم يقصد بذلك الانتقاص.
وأما عدم الترضي على الصحابي تنقيصاً منه، فهذا حرام شرعاً، لأنّ احتقار أي مسلم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم لا يجوز، فكيف بالصحابة الذين اصطفاهم الله تعالى لصحبة خير خلقه عليه الصلاة والسلام.
والأولى بالمسلم أن يشغل نفسه بما يحقق مرضاة الله تعالى، ويترك الخوض في مسائل لا تنفعه في الدين أو الدنيا. والله تعالى أعلم.