الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
مخصص استهلاك الموجودات الثابتة وفق المفهوم المحاسبي هو: الانخفاض الحاصل نتيجة التشغيل والتقادم خلال العمر الزمني للموجودات، ووفقاً لهذا التعريف فإن الخسارة التي تحدث بالانخفاض نتيجة نقصان قيمة الأصول لا تعد خسارة؛ حيث لا يعد كل نقص خسارة، بينما كل خسارة تعد نقصاً، فالنقص في الأصول الثابتة بسبب الاستهلاك لا يعد خسارة؛ لأن المنشأة حصلت على المنفعة والربح نتيجة هذا الاستهلاك ويتم حساب مقدار الاستهلاك الفعلي لأحد الأصول من خلال بيع هذا الأصل ومعرفة فرق السعر بين تكلفة الشراء والبيع، فعندها نحدد قيمة الاستهلاك الفعلي لهذا الأصل، وبما أن الشركة ما زالت قائمة في عملها، فإن بيع الأصل من أجل تحديد مقدار الاستهلاك الفعلي غير وارد، فيتم تقدير قيمته حسب الطرق المحاسبية المختلفة.
وربح المضارب يأخذ منه القدر الذي حدد له في العقد، فإن حصلت خسارة نتيجة استهلاك الأصول، لم يكن عليه منها شيء؛ لأنه لا يضمن المال، وإنما الذي يتحمل الخسارة هو رب المال وحده، وهذا بشرط أن لا يقصر في العمل.
جاء في قرار الحلقة العلمية الثانية للبركة للعام 1413ه بخصوص اقتطاع المخصصات في شركة المضاربة ما نصه: "إذا كان المخصص المقتطع من أرباح شركة المضاربة هو لضمان مستوى معين من الأرباح، فإنه يجوز اقتطاعه من الربح الكلي قبل توزيعه بين أرباب المال والمضارب، وأما إذا كان المخصص لوقاية رأس المال (حماية الأصول) فإنه يقتطع من حصة أرباب المال في الربح وحدهم ولا يشارك فيه المضارب؛ لأن اقتطاعه من الربح يؤدي إلى مشاركة المضارب في تحمل خسارة رأس المال، وهي ممنوعة شرعا".
وعليه، فإنه يجب على صاحب رب المال تحمل مخصص استهلاك الأصول الثابتة من أرباحه؛ كونها لا تعد خسارة كما ذكر سابقاً، ولا يجوز تحميلها على المضارب أو مشاركته فيها. والله تعالى أعلم.