الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
نية المتبرع وشرطه محترمان في الشريعة الإسلامية، يجب الالتزام بهما في حقّ من يوكله المتبرع لإيصال المال إلى المستحقين؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المسلمون عند شروطهم) علَّقه البخاري بصيغة الجزم في صحيحه.
جاء في [المهذب للشيرازي 2/ 165]: "لا يملك الوكيل من التصرف إلا ما يقتضيه إذن الموكل من جهة النطق أو من جهة العرف؛ لأن تصرفه بالإذن فلا يملك إلا ما يقتضيه الإذن".
وعليه؛ فتصرفات الوكيل "هيئة الإغاثة" مقرونة بإذن الموكّل المتبرع، فإذا فوّضها الموكل في التصرف بالتبرعات على الوجه الذي يرونه مناسباً، فلا حرج في نقلها إلى الحساب الخاصّ الذي تعود منفعته لعموم الأيتام المستحقين.
وأما إذا اختار يتيماً معيناً يكفله بشكل دوري، فينبغي احترام اختياره والرجوع إليه قبل التصرف في ماله الذي تبرع به لذلك اليتيم المعيّن. والله تعالى أعلم.