الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله الاستسقاء: هو طلب السقيا من الله تعالى عند الحاجة إلى المطر أو الماء، والصلاة سنة مؤكدة لكل أحد عند القحط والجدب.
ويُسنّ تذكير الناس بالتوبة والاستغفار وردِّ المظالم ومصالحة الخصوم وصيام ثلاثة أيام متتابعات، ثم يخرجون في اليوم الرابع وهم صِيام؛ لأن دعاء الصائم أقرب للإجابة، وفي ثياب ليست من ثياب الزينة، فيصلي بهم ركعتين كصلاة العيد يكبِّر في الأولى سبعًا سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمسًا سوى تكبيرة القيام، ثم يخطب بهم خطبتين كخطبتي العيد، لكنه يستغفر بدل التكبير، فيستغفر في الخطبة الأولى تسعًا، وفي الثانية سبعًا، فيقول: أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلا هو وأتوب إليه. ثم يعظ الناس، ويكثر في الخطبتين من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ويدعو الله سبحانه وتعالى أن يرزق الناس الغيث.
ويكون الاستسقاء بخطبتين وركعتين.
وأما فعل صلاة الاستسقاء بعد صلاة الجمعة، فلا حرج في ذلك، فقد ذهب جمهور الفقهاء إلى جواز إقامتها في أي وقت.
جاء في [مغني المحتاج]: "لا تختص صلاة الاستسقاء بوقت العيد في الأصح... ويجوز فعلها متى شاء، ولو في وقت الكراهة على الأصح؛ لأنها ذات سبب فدارت مع السبب كصلاة الكسوف".
وإذا جازت صلاة الاستسقاء في أي وقت -عند الجمهور-، فلا حرج في صلاتها بعد الجمعة، فيصلي الإمام ركعتي الاستسقاء بعد الجمعة ثم يخطب بعدها خطبتين.
ونذكر بكثرة الاستغفار، والإقلاع عن الذنوب والمعاصي، والإلحاح في الدعاء، سائلين الله عز وجل أن يمدنا بالغيث من عنده، وأن يجعل بلدنا آمنا مطمئنا، وسائر بلاد المسلمين. والله تعالى أعلم