الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
حثت السنة النبوية على مواساة أهل الميت بفقيدهم وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، وذلك للتخفيف عنهم فقد جاءهم من الحقّ ما يشغلهم عن أمر الدنيا.
والسنة في هذه المناسبة أن يُصنع لأهل الميت طعام من قبل جيرانهم أو أقاربهم البعداء، لما روى [الترمذي في سننه]: (اصْنَعُوا لأَهْلِ جَعْفَرٍ طَعَامًا، فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَهُمْ مَا يَشْغَلُهُمْ) قال الترمذي: هذا حديث حسن، وقد كان بعض أهل العلم يستحب أن يوجه إلى أهل الميت شيء لشغلهم بالمصيبة، وهو قول الشافعي.
فالأصل أن لا يقوم أهل الميت بصنع الطعام لأحد، لكن إن لم يصنع لهم أحدٌ طعامًا واتفق وجود أقارب لهم من أماكن بعيدة، فلا مانع عندئذٍ من صنع الطعام لهم، لكن ينبغي عدم المباهاة والمغالاة في ذلك.
كما لا يجوز أن يكون الطعام من مال الورثة إلا بإذنهم، ولا من مال القاصر، ولا يأثم الأب المتوفى بسبب استدانة الابن لعمل الطعام.
وعليه؛ نوصي بمواساة أهل الميت وعدم تكليفهم، ولا إثم يلحق المتوفى إذا استدان ابنه لعمل وليمة، وإذا قام بها مختاراً على سبيل التبرع يُثاب عليها. والله تعالى أعلم.