الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
الرياضة لها غاية نبيلة وشريفة تسعى لإيجاد جيل قوي يتنافس تنافساً شريفاً، وقد حثَّ الإسلام على تقوية الأجسام، حيث قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ، خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ) رواه مسلم.
ولا بأس بأن تعقد المسابقات وتمنح الجوائز أو ترتب بعض أنواع العقوبات في المجال الرياضي إن توافرت الشروط الشرعية في ذلك.
وأما التلاعب بالنتائج والتدليس في الوقائع فمحرم شرعاً؛ لقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) التوبة/119، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من غَشَّ فَليسَ مِنّي) رواه مسلم.
بل إن ديننا الحنيف حث الناس على التزام الخلق النبيل في كل شيء، ومن ذلك الصدق في المعاملة والقول، ولو كان على نفس الإنسان، قال الله تعالى: (وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) الأنعام/152.
وقد روى ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى البِرِّ، وَإِنَّ البِرَّ يَهْدِي إِلَى الجَنَّةِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يَكُونَ صِدِّيقًا. وَإِنَّ الكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الفُجُورِ، وَإِنَّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا) متفق عليه.
وعليه؛ فلا يجوز الكذب على المسؤول لتجنب العقوبات، والصدق أنجى عند الله. والله تعالى أعلم.