الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
داعش عصابة إرهابية يحرم الانتماء إليها كما يحرم الانتماء إلى كل تنظيم إرهابي يسفك الدماء ويكفر المسلمين ويستبيح الأعراض والأموال؛ لأن هذه الأفعال تتعارض مع تعاليم الإسلام الذي حث على التسامح والعفو اللذين يعبران عن سمو النفس والخلق الجم الرفيع، ودعا إلى الرحمة والمحبة والمودة، ونبذ الإرهاب والتطرف اللذين يعبران عن الحقد والبغي والكره للإنسانية.
ومن انتمى إلى هذا التنظيم الإرهابي فقد عصى الله ورسوله، وابتعد عن الطريق السوي، وضل ضلالاً بيناً واضحاً، يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا) الأحزاب/ 36.
ومن شاركهم في قتالهم فهو مجرم إرهابي متعطش لسفك الدماء وسلب الأموال وهتك الأعراض، يقول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) النساء/ 93، وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ، كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا) صحيح مسلم، ومن قتل مسلماً فقد ارتكب أكبر الكبائر لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أَكْبَرُ الكَبَائِرِ: الإِشْرَاكُ بِاللَّهِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَوْلُ الزُّورِ) صحيح البخاري.
ولكي يبرروا إرهابهم، ويخدعوا أتباعهم فقد ارتكبوا الجرائم واستباحوا القتل باسم الدين والدين منهم براء، بل إن أعمالهم هذه تشويه لحقيقة الدين الإسلامي الحنيف وصورته المشرقة.
فهم يقتلون أهل الإسلام، ولا يفرقون بين صغير وكبير ولا بين ذكر وأنثى، ويفسدون في الأرض، وهذا منافٍ لما أوصى به الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه عند إرساله للسرايا والجيوش بقوله: (انْطَلِقُوا بِاسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ، وَلَا تَقْتُلُوا شَيْخًا فَانِيًا وَلَا طِفْلًا وَلَا صَغِيرًا وَلَا امْرَأَةً، وَلَا تَغُلُّوا، وَضُمُّوا غَنَائِمَكُمْ، وَأَصْلِحُوا وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) سنن أبي داود.
وأوصى أبو بكر رضي الله عنه يزيد بن أبي سفيان بقوله: «لَا تَقْتُلَنَّ امْرَأَةً، وَلَا صَبِيًّا، وَلَا كَبِيرًا هَرِمًا، وَلَا تَقْطَعَنَّ شَجَرًا مُثْمِرًا، وَلَا تُخَرِّبَنَّ عَامِرًا، وَلَا تَعْقِرَنَّ شَاةً، وَلَا بَعِيرًا، إِلَّا لِمَأْكَلَةٍ. وَلَا تَحْرِقَنَّ نَحْلًا، وَلَا تُغَرِّقَنَّهُ، وَلَا تَغْلُلْ وَلَا تَجْبُنْ» موطأ مالك.
والمؤلم أن هذه العصابة تفرح بالقتل والتعذيب وتحريق المسلمين، وعليهم ينطبق قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (مَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا فَاغْتَبَطَ بِقَتْلِهِ, لَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلَا عَدْلًا) سنن أبي داود، ومعنى اغتبط أي أنه فرح وسرَّ بفعله الشائن.
وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (وَمَنْ خَرَجَ عَلَى أُمَّتِي، يَضْرِبُ بَرَّهَا وَفَاجِرَهَا، وَلَا يَتَحَاشَى مِنْ مُؤْمِنِهَا، وَلَا يَفِي لِذِي عَهْدٍ عَهْدَهُ، فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ) صحيح مسلم، ومعناه: لا يكترث بما يقوله ولا يخاف وباله وعقوبته.
وكذلك مَنْ انتمى إلى هذا التنظيم الإرهابي فقد خاب وخسر وهلك ومات ميتة جاهلية لحديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قُتِلَ تَحْتَ رَايَةٍ عِمِّيَّةٍ، يَدْعُو عَصَبِيَّةً، أَوْ يَنْصُرُ عَصَبِيَّةً، فَقِتْلَةٌ جَاهِلِيَّةٌ) صحيح مسلم.
إن داعش الإرهابية عصابة عُمِّيَّة، مجهولة في تأسيسها، مجهولة في أهدافها، مجهولة في سياستها.
وننصح الشباب ألا يغتروا بشعاراتهم الزائفة، ودعواهم الكاذبة وأن يحذروا من الوقوع في حبائلهم، ولا يغتروا بالشعارات البراقة التي يطلقونها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ) صحيح مسلم.