السؤال:
قامت زوجتي في لحظة غضب بسب الذات الإلهية والعياذ بالله، فهل تكون بذلك قد خرجت من الإسلام، وبَطَلَ عقد نكاحنا، وهل يجب عليَّ أن أطلقها؟ أرجو منكم أن تنصحوني بما ينبغي عليَّ فعله، وجزاكم الله خيرًا؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
سب الذات الإلهية من نواقض الإسلام وأسباب الردة عن الدين، فإذا ثبت أن الزوجة سبت الذات الإلهية؛ فقد وقعت في الردة، ويجب عليها التوبة الصادقة والاستغفار وتجديد الدخول في الإسلام.
وأما حكم عقد زواج المرتد إذا كان بعد الدخول فهو في مذهب الشافعية موقوف حتى يرجع إلى الإسلام، فإن رجع قبل انقضاء فترة العدة؛ فالزواج باق على صحته الأصلية، أما إذا انقضت فترة العدة ولم يرجع إلى الإسلام، ثم بعد ذلك تاب ودخل في الإسلام، وأراد الزوج أن يراجع زوجته فلا بد من عقد ومهر جديدين.
وأما إن كان سب الذات الإلهية قبل الدخول (كتب الكتاب) فينفسخ العقد مباشرة، ويجب عليه أن يجدد عقد زواجه على زوجته؛ لأنه عندما نطق بالكفر فسخ العقد الذي بينه وبين زوجته، وبما أنه ليس لها عدّة فقد بانت منه بينونة صغرى، ولابد من تجديد العقد لتحل له، ولا بد من مراجعة دائرة الإفتاء العام والمحكمة الشرعية لمعرفة حكم عقد الزواج.
ونصيحتنا لك أن ترفق بزوجتك، وأن لا تعين الشيطان عليها بطلاقها، بل تُخوِّفها بالله عز وجل، وتجتنب معها أسباب المشاحنة والمباغضة إن تابت وعادت إلى الإسلام، فإن تكرر منها الوقوع في الردة جاز لك طلاقها حينئذ. والله أعلم.