السؤال:
يُقدِّم تجار الجملة للمعلمين المسؤولين عن (المقاصف) المدرسية عروض أسعار تفضيلية على بعض السلع التي تُباع في (المقاصف)، كما يقوم التجار بتقديم (بونص) على كمية الطلب الكبيرة، أو على السلعة التي تُباع بسعر أعلى، كما يمكن أن يُقدِّم التجار بعض الهدايا، وفي بعض الأحيان يُجبر مسؤولُ (المقصف) أو الإدارة التاجرَ على شراء متطلبات (بوفيه) المدرسة (قهوة، شاي، سكر...)، و(البونص) لا يُسجَّل في سجلات المدرسة ولا في غيرها، ولمسؤول المدرسة حرية التصرف بها، فهل يجوز لمسؤول المقصف قبول (البونص)، وهل يملك حرية التصرف به، وهل يجوز صرف أموال (البونص) في الأعمال الخيرية؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله
(المقاصف) المدرسية تقوم في التكييف الفقهي على عقد المشاركة والمضاربة؛ فيشترك المساهمون في رأس المال، ومن ثَمَّ يقومون بتوكيل شخص بالقيام بشؤون (المقصف)، وتكون الأرباح معلومة على الشيوع في العقد.
وعليه؛ يجب على (المضارِب) المحافظة على مصلحة من وكَّله؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلكم راع ومسؤول عن رعيته) رواه البخاري. فإن قام مسؤول (المقصف) بأخذ أموال زيادات التجار (البونص)، أو قبول هدايا لمصلحته الشخصية؛ كان خائنًا للأمانة، آكلاً للحرام، فإن زاد في ثمنها على الطلاب كان إثمه أكبر. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ) النساء/29.
فالواجب على من أخذ من ذلك شيئًا أن يرده إلى (المقصف)، وعلى المضارِب أن يتقي الله تعالى، ويكون أمينًا ناصحًا لمن يعمل عنده؛ حتى تبرأ ذمته أمام الله تعالى. والله أعلم.